الرئيسية

الحرب الناعمة

بقلم: الأستاذ صالح عبد حلاته
مصطلحٌ غير سائد في بلدنا بل في منطقتنا، بل هي مصطلحٌ جديدٌ في الاستعمال العالمي، وعلى الرغم من مشابهتها في المضمون لمصطلحات أخرى كانت تستخدم للتعبير عنها بأشكال مختلفة: كحرب المعنويات، وغسل العقول، والغزو الثقافي، والحرب السياسية القوة الناعمة بصورتها المعاصرة من الأبحاث الجديدة في وسطنا وفي العالم،
ولكنَّ الله تعالى قد عرَّفنا على القوة الناعمة منذ بدء الخليقة مع إبليس، عندما ذكر الحوار الذي جرى بينه وبين إبليس، الذي رفض السجود لآدم عليه السلام، فطرده من الجنة، عندها طلب طلباً واحداً من رب العالمين، ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾5 فاستجاب الله تعالى له بإبقائه حياً إلى نهاية الحياة الدنيا، ﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾6، ثم أعلن إبليس اتجاهه للوسوسة والإفساد والإغواء: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾7، إنَّها إرادة الله تعالى، أن يكون إبليس رمزاً للفساد والانحراف، من دون أن يملك السيطرة المادية المباشرة على أحد، فهو يعمل بالإغواء والزينة والتدليس والوسوسة: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴾8، فلا يقوم بعمل عسكري، ولا يقوم بعمل مادي مباشر، فكل أعماله تدور حول التدليس والزينة والوسوسة. ويتحمل الناس مسؤولية الاختيار بأعمالهم، حيث يكون تأثيره على الذين يستجيبون له، أما المؤمنون فلن يستجيبوا له لتمسكهم بطريق الصلاح وإخلاصهم لله تعالى.

فأحذرو الحرب الناعمة التي يديرها ابالسة العصر من أعداء العراق

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار