الثقافية

بغداد في عيون الشعراء قديماََ وحديثاََ

كتب كثير من الشعراء عن بغداد، يتغنون بحبها وجمالها وكبريائها وعنفوانها وألقها منذ القدم، إن هذا الأمر ليس غريبا على مدينة شهدت على مر العصور حضوراً ثقافياً أدبياً فنياً علمياً وتاريخياً كبيراً، وقد وردت أوصاف بغداد الحقيقية على لسان العديد من الشعراء الذين كتبوا عنها منذ تأسيسها في القرن الثامن وحتى يومنا هذا.

وظلت بغداد حيةً من خلال الشعر على الرغم من كل مآسيها التاريخية، من غزو وتدمير على يد المغول عام 1258، إلى الحروب العديدة التي واجهتها المدينة في القرن العشرين.

وبالسير على هدي ما تركه لنا المؤرخون والشعراء، استطعنا أن نزور بخيالنا مدينة المنصور المدورة بقصورها الفخمة وحدائقها المهيبة واحتضانها الثقافة والعلوم لتكون مركزاً علمياً وفكرياََ وتجارياً.

منذ تأسيسها، كانت عاصمة للشعر والتاريخ، قصدها كبار الشعراء الذين تغنّوا بجمالها وحضورها القوي كونها مدينة احتضنت كبار رجالات العلم والأدب، لاسيما في مراحل الحقب العباسية.

قال عمرو بن عبد الملك الوراق في أوائل القرن التاسع، يصف بغداد بأنها “قرة العين”:-

“ مَن ذا أَصابَكِ يا بغدادُ بالعَينِ أَلم تَكوني زماناً قُرَّةَ العَينِ ”

وقال الشاعر عمارة بن العقيل:-

ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين على تقلّبها في كلّ ما حين
سقياً لتلك القصور الشاهقات وما تخفي من البقر الإنسيّة العين
تحيا النفوس بريّاها، إذا نفحت وخرّشت بين أوراق الرّياحين
مناظر ذات أبواب مفتّحة أنيقة بزخاريف وتزيين

وكتب علي بن الحسين الواسطي قائلا:-
أ لدار السلام في الأرض شبه؟ معجز أن ترى لبغداد مثلا
مربع للقلوب فيه ربيع متوالٍ إذا الربيع تولى
بلدة يستفاد فيها المعالي والمعاني علماً وجداً وهزلا.

وقال عنها شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري:-

بغداد يا قلب العراق ووعیه وضمیره، لا زعزعتك رياح.

الشاعر نزار قباني وصفها:-
مُدي بساطك واملئي أكوابي
وانسي العتاب فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد منذ طفولتي
شمسان ناعمتان في أهدابي
لا تنكري وجهي فأنت حبيبتي
وورود مائدتي وكأس شرابي
بغداد جئتك كالسفينة متعباً
أخفي جراحاتي وراء ثيابي.

أما أمير الشعراء أحمد شوقي فكتب هذه الأبيات:-
دع عنك روما وأثينا وما حوتا
كل اليواقيت في بغداد والتؤم
دار الشرائع روما كلما ذكرت
دار السلام لها ألقت يد السلم
ما ضار عنها بياناً عند ملتام
ولاحكتها قضاء عند مختصم

إضافة إلى الشعر، وصف ابن خلدون بغداد في مقدمته قائلاً:

“..وربما عولي على الحيطان أيضاً بقطع الرخام أو الآجر أو الخزف أو بالصدف أو السبج يفصل أجزاء متجانسة أو مختلفة وتوضع في الكلس على نسب وأوضاع مقدرة عندهم يبدو به الحائط للعيان، كأنه قطع الرياض المنمنمة..”

هذه بغداد ستبقى كما كانت منارة للثقافة والعلم والعلماء وقبلة للسياحة بفضل الجهود المستمرة من الحكومة والقائمين على ملف الثقافة والسياحة على حد سواء.

#عامان_و_سنستمر

#بغداد_الحبيبة
#ام_الحضارة_والثقافة_والتاريخ
#عاصمة_السياحة_العربية_2025

#جائزة_الابداع_العراقي
#عنوان_للثراء_الثقافي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار