بوتين: اتخذنا قرارا ببدء إنتاج الصاروخ الجديد على نطاق واسع
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن موسكو ستواصل إجراء «اختبارات» للصاروخ «أوريشنيك» الذي استخدم لأول مرة الخميس، في الأوضاع القتالية، مؤكداً أن بلاده اتخذت قراراً ببدء إنتاج الصاروخ الجديد على نطاق واسع.
وأوضح بوتين أن تطوير الأنظمة الصاروخية الباليستية أمر حيوي لبلاده «في ظل التهديدات الجديدة».
وأشاد بوتين الخميس، بإطلاق الصاروخ الروسي الجديد الفرط صوتي على مصنع أسلحة أوكراني، وهذا السلاح غير المعروف حتى الآن استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا في خطوة يراها المحللون تحذيرية.
وفي ما يلي أبرز المعلومات عن هذا الصاروخ التجريبي الذي أطلق عليه اسم «أوريشنيك»:
آلاف الكيلومترات
حتى استخدامه، الخميس، لم يكن وجود هذا السلاح الجديد بالنسبة لروسيا معروفاً، ووصفه بوتين بأنه صاروخ باليستي «متوسط المدى» يمكنه بالتالي بلوغ أهداف يراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر.
وبحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية، ما يعني أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير. ولم يعط أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدد بإعادة استخدامه.
وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية الروسية كيريلو بودانوف، أن «أوريشنيك هو اسم المشروع، إنه فقط اسم رمزي، النظام نفسه يسمى كيدر».
وتوقع بودانوف مستنداً إلى معلومات أوكرانية تعود إلى أكتوبر أن «تنتج روسيا نموذجين».
تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أطلق منها صاروخ أوريشنيك الخميس، بحسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية بيفدينماش الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريباً ألف كلم.
وإذا كان لا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات (التي يزيد مداها على 5500 كيلومتر) يمكن لأوريشنيك إذا أطلق من الشرق الأقصى الروسي نظرياً أن يضرب أهدافاً على الساحل الغربي للولايات المتحدة. وحتى عام 2019، لم يكن بوسع روسيا والولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى الموقعة في عام 1987 خلال الحرب الباردة.
لكن في عام 2019، سحب دونالد ترامب واشنطن من هذا النص، متهماً موسكو بانتهاكه، ما فتح الطريق أمام سباق تسلح جديد.
3 كلم بالثانية
أوضحت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحافة الخميس، أن «أوريشنيك» «يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ الباليستي العابر للقارات RS-26 Roubej» (المشتق نفسه من «RS-24 Iars»).
وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف على تطبيق «تلغرام»، إن «هذا النظام مكلف كثيراً ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة» مؤكداً أن الصاروخ يمكن أن يحمل شحنة متفجرة بزنة «عدة أطنان».
بحسب بوين، فإن الصاروخ أوريشنيك الذي تم إطلاقه الخميس «في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت»، يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، «أو 2,5 إلى 3 كيلومترات في الثانية» (نحو 12350 كلم في الساعة).
وأضاف: «لا توجد أي طريقة اليوم للتصدي لمثل هذه الأسلحة».
عدة رؤوس
أخيراً، سيتم تجهيز أوريشنيك أيضاً بشحنات قابلة للمناورة في الهواء، ما يزيد من صعوبة اعتراضه.
وشدد بوتين على أن «أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حالياً في العالم وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأمريكيون في أوروبا لا تعترض هذه الصواريخ، هذا مستبعد».
وأظهر مقطع فيديو للإطلاق الروسي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة بحسب الخبراء إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل.
يقوم هذا على تجهيز صاروخ بعدة رؤوس حربية، نووية أو تقليدية، يتبع كل منها مساراً مستقلاً عند دخوله الغلاف الجوي.