في إطار جهوده المستمرة لمواجهة تحديات تغير المناخ، عرض العراق استراتيجياته الطموحة لخفض انبعاثات غاز الميثان خلال مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP29 وقد تم تسليط الضوء على أهمية تقليل هذه الانبعاثات في الجلسة التي عقدت في الجناح العراقي، حيث استعرض المستشار الفني لوزارة البيئة الدكتور عمار جابر العطا، الخطط الوطنية والتحديات التي تواجه العراق في هذا المجال، مؤكدًا على التزام البلاد بتحقيق الأهداف المناخية العالمية ودورها المحوري في التصدي للتغيرات المناخية.
وأكد العطا أن الميثان المكون الرئيسي للغاز الطبيعي، يُعدّ من الغازات ذات التأثير الكبير على الاحتباس الحراري، وأوضح أن الغاز الطبيعي، الذي كان يُنظر إليه سابقًا كمنتج ثانوي غير مرغوب فيه، أصبح الآن عنصرًا أساسيًا في مزيج الطاقة العالمي، حيث يُستخدم في توليد الكهرباء، والصناعات، والتدفئة، ويدخل في تصنيع الأسمدة والمواد الكيماوية.
وأضاف د. العطا أن الغاز الطبيعي يُعد وقودًا انتقاليًا نظيفًا مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، ويسهم في التحول نحو الطاقة المتجددة، وهو ما أكده مؤتمر COP28 في دبي، وأشار إلى ضرورة تقليل انبعاثات الميثان بالتزامن مع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لتحقيق الأهداف المناخية المرجوة.
وبيّن د. العطا أن العراق يمتلك إمكانيات كبيرة لاستثمار الغاز الطبيعي، حيث إن 95% من حجم الغاز المحترق يأتي من مواقع متوسطة وكبيرة الحجم، مما يُتيح استعادة كميات كبيرة من الغاز من موقع واحد. وأضاف أن غالبية مواقع الحرق تتركز في جنوب العراق، مما يُسهم في تقليل تكاليف البنية التحتية اللازمة للاستثمار.
وأشار إلى أن العراق انضم إلى التعهد العالمي لخفض انبعاثات الميثان، والذي يهدف إلى تقليل الانبعاثات بنسبة 30% مقارنة بمستويات عام 2020 بحلول عام 2030. كما شدد على أهمية الاستفادة من تمويل المناخ وأسواق الكربون لدعم الاستثمارات وتقليل الفجوة المالية في هذا المجال.
واختتم د. العطا حديثه بالإشارة إلى أن العراق يعمل على إعداد استراتيجية وطنية شاملة لخفض انبعاثات الميثان. وتشمل هذه الاستراتيجية جردًا دقيقًا للانبعاثات، تحديد خط الأساس، وفرص التخفيض المحلي ، لافتا الى أن هذه الجهود ستُعزز من مكانة العراق كقائد إقليمي في مكافحة التغير المناخي، وتفتح المجال للوصول إلى صناديق التمويل الدولية والاستثمارات المستدامة.
