أشهد أنك رجل دولة وتستحق القيادة بل الرئاسة.. (محمد الحلبوسي) باق ويتمدد
حسن حنظل النصار
سياسي من الطراز الاول ويكاد يكون الاول بتجربة ليست بعيدة على مستوى الزمن لكنها عظيمة على مستوى الاداء والاحداث والتنافس الصعب في بلد مثل العراق يشهد تقلبات سياسية وتزاحماً خارجياً معقداً يستدعي أنواعاً من الصراع المحلي والخارجي الذي ينعكس غالبا على واقع الدولة، وفي الغالب يربك الاداء التشريعي والتنفيذي ويحدّ من قدرة المؤسسات على القيام بدور فاعل يلبي المصالح العليا للدولة ويبعث على التفاؤل بمستقبل مشرق لابنائها وهي تتحرر رويدا من ذاكرة العنف والارهاب والفساد والتدخلات الخارجية والصراع الفئوي والطائفي ورغبة التنكيل والتسقيط وتحجيم الخصوم مع تجاهل قواعد الصراع والاحترام والاخلاق.
لم يتمكنوا منه فهو واضح وصريح ويستطيع الامساك بخيوط اللعبة، ويتمكن غالبا من توفير الفرصة لخصومه ليعودوا الى جادة الصواب لأنه لايعدهم أعداءً بل يمنحهم المزيد من الفرص ليتحرروا من عقد الدونية والخوف والحسد الذي يأكل نفوسهم، ولأنه يهاجم ويدافع في العلن ولا يخشى لومة لائم ولأنهم لم يجدوا عليه ما يستطيعون تدميره به فقد استعجلوا في التآمر وتلفيق التهم المزيفة لإبعاده عن منصبه رئيسا للبرلمان العراقي وبطريقة تعبر عن دونيتهم وتراجعهم الاخلاقي وضعف حجتهم فالتهمة أكذوبة فارغة وبرغم ذلك عاد أقوى من السابق وفرض معادلة سياسية جديدة تبينت في أجلى صورها خلال مفاوضات اختيار رئيس برلمان يحافظ على التوازن العام، لايكون باحثا عن الازمة والثأرية.
الحلبوسي لايحتاج الى المؤامرة لأنه واضح وصريح للغاية فهو لايلجأ للتسريبات الصوتية فهذه ثقافة الضعفاء والفاشلين والذين لايمتلكون قدرات حقيقية في السياسة وتعودوا على المؤامرة والبحث عن الدسائس والمؤامرات في الانفاق والغرف المظلمة وبلاشرف ولامسؤولية وبرغم كل ذلك فهو يخرج منتصرا من كل معركة يخوضها معهم مضطرا لأنهم لايربد ذلك فهو فائز ويريدونه أن يعلن أنه خاسر، وهو حاصل على الاغلبية من مقاعد السنة في البرلمان ويريدون منه ان يقول انه لايملك ولا مقعدا واحدا وعليه ان ينزل عند رغبة البعض من المنقرضين ويسير في المسار الذي يرسمونه هم له ولايخرج عنه مهما كانت الظروف وعلى طريقة اخوة يوسف الذين تعودوا الدس والتآمر وصناعة الاكاذيب والتضليل والخداع.. ولكنه باق ويتمدد.