ترامب ضحية الصراع الصهيوني الايراني
د. سنان السعدي .
الكل يترقب ما سوف تؤول اليه المناوشات بين الكيان الصهيوني وايران ، والنصر سوف يكون حليف من منهما ، الا ان واقع الحال الذي يفرضه علينا المنطق والتوازنات في المنطقة ، يؤكد بان هذا الصراع سوف يكون صراع لاغالب ولا مغلوب ، اي بمعنى اخر سوف يتم تكميمه والسيطرة عليه من قبل الطرفين المتصارعين وبوساطة امريكية . ولو استعرضنا اوضاع الاطراف المتصارعة لتوصلنا بكل سهوله الى القناعة التي تقول نعم انها حرب لا يوجد فيها غالب ولا مغلوب .
فيما يتعلق بالكيان الصهيوني ، فهو غير مستعد بالاستمرار في صراعه مع ايران ، بسبب اوضاعه الداخلية المعقدة والمتمثلة بالصراع السياسي داخل اروقة ودهاليز المؤسسة السياسية للكيان المحتل ، فضلا عن الصعوبات التي يواجهها جيشه في كل من غزة وجنوب لبنان ، لذلك ليس من الحكمة ان يقوم ( النتن ياهو ) بفتح جبهة جديدة مع ايران الدولة الاقوى في المنطقة قياسا بالمحيط العربي . كما لا يخفى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الامريكية للتخفيف من حدة الصراع وتهدئة الاوضاع ، بسبب عدم استعدادها في دخول الصراع بشكل مباشر ضد ايران وخوفها على حلفائها ومصالحها في منطقة الخليج العربي من الرد الايراني في حال دخلت ضدها ، ويمكن ان نضيف سبب اخر وهو ان الولايات المتحدة تحاول الابقاء على التوازنات في المنطقة فايران بالنسبة للولايات المتحدة تمثل اكبر دولة شيعية تقف بوجه اكبر تجمع سني في المنطقة والمتمثل بدول الخليج العربي والاردن ومصر ، لذلك يجب ان تبقى ايران متماسكة امام هذه الكتلة ولكن ضمن المساحة التي ترسمها لها الولايات المتحدة الامريكية على الرغم من العناد الايراني والشخصية القوية التي تتمتع بها ايران .
اما فيما يتعلق بالجانب الايراني ، فالوضع الداخلي في ايران ليس افضل من الوضع الداخلي لخصمها الكيان الصهيوني ، سواء كان سياسيا او اقتصاديا ، كذلك ايران تعلم وتستشرف المستقبل ففي حال دخلت بحرب ضد الكيان الصهيوني ، فهي على الرغم من امتلاكها ترسانة عسكرية متطورة وضخمه لكنها على يقين بان الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو سوف يكونوا الى جانب الكيان الصهيوني ، وهي لا تستطيع المطاولة لأنها سوف تكون لوحدها فلا روسيا مستعدة في ساعة الجد ان تدخل الى جانبها بسبب انشغالها بالحرب ضد اوكرانيا، ولا الصين مستعد للمغامرة من اجلها وهي اليوم تعمل بهدوء على احتلال العالم اقتصاديا ، نعم انها مستعدة لحرق دول الخليج العربي بما تملكه من اسلحة متطورة لكنها تعلم ان الخاتمة سوف لن تكون لها وكلنا يعلم ان الامور بخواتيمها .
سوف يكتفي الطرفان المتصارعان بضربات رد الاعتبار اي بالمعنى الدارج ( اذا تضرب اني اضرب واذا متضرب اني ما اضرب ) وعلى قول اخوتنا في مصر ( سيب وانا اسيب ) .
يبقى ما اقوله مجرد قناعة تخصني ، حتى ظهور نتائج الانتخابات الامريكية بعد ثلاثة ايام اي في يوم الخامس من تشرين الثاني ، التي اتوقع فيها خسارة ترامب وفوز السمراء كامالا هايرس ، وبهذا يكون ترامب هو ضحية الصراع الصهيوني الايراني ، اما اذا فاز ترامب فسوف اكون انا المخطئ وان الحرب بين الكيان الصهيوني قادمة لا محال وبمسانده امريكية، لكن اعود وارجح ان ترامب سوف يخسر لان الولايات المتحدة لا تريد استمرار الصراع بين الطرفين ولا تريد المشاركة فيه ، فضلا عدم رغبتها بأسقاط نظام الحكم في ايران حتى لا تخل بالتوازنات في المنطقة ، وهي ليس ساذجة لتعيد خطئها الذي وقعت به عندما احتلت العراق واسقطت نظام صدام حسين ، وانما سوف تكتفي بتحجيم اذرع ايران في المنطقة .