الاقتصادية

تقرير أميركي: الاستثمار في العقار وتجريف البساتين أداة لغسيل الأموال

ذكر تقرير لصحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية اطلعت عليه (ABC عربية) ان “الكثير من حدائق وبساتين بغداد قد تمت التضحية بها لحملة عمرانية غير مدروسة على مدى العشر سنوات الماضية تقلصت على إثرها المساحات الخضراء التي كانت تساهم في تخفيف حرارة الجو”.

وأشار التقرير إلى “حركة اعمار قانونية وغير قانونية تتصاعد في بغداد وسط ازمة سكن شديدة وما وصفها كذلك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على انها عملية تبييض أموال يتم تسخيرها في استثمارات عقارية ضخمة”.

واوضح التقرير، أن “الاسطح الاسمنتية والمعدنية التي هي بدون أشجار ونباتات تقوم بامتصاص الحرارة ومن ثم تشعها مرة أخرى، مشكلة بذلك ما يعرف بسخونة الجزر السكنية”، منوهاً إلى أن “العراق بانحسار مناسيب المياه فيه وانتشار التصحر وزيادة تعداده السكاني على نحو متسارع، يعتبر كأحد أكثر البلدان عرضة لعواقب التغير المناخي في العالم”.

يقول مدير التخطيط في بلدية بغداد محمود عزيز، إن “فقدان المساحة الخضراء قد تفاقم منذ العام 2003″، مشيرا الى “ضعف الدولة العراقية وضعف الإجراءات الرقابية”.

ويعود التقرير، ليؤكد “في مدينة حيث درجات حرارة الصيف تتجاوز 50 درجة مئوية، فان هذه الحرارة المتطرفة مصحوبة بتلوث متزايد للهواء تشكل خطورة صحية للفقراء الذين لا يستطيعون الحصول على مكيف هواء، وأكثر ناس عرضة لهذه المخاطر هم كبار السن والأطفال والمرضى”.

وكان تقرير سابق لصحيفة (نيويورك تايمز) قد كشف بان العمال الذين يعملون تحت اشعة الشمس في البصرة هم عرضة لضربة شمس ومشاكل امراض قلبية وأمراض كلى ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة”.

وأورد التقرير، أن “ارتفاع درجات الحرارة والانقطاعات الدورية للتيار الكهربائي تساهم أيضا في زيادة استخدام مولدات الكهرباء التي تعمل بالوقود لتشغيل مكيفات الهواء بالنسبة للمقتدرين على تسديد المبالغ المرتفعة والتي تساهم أيضا في زيادة الانبعاثات الغازية الملوثة”.

من جانبها، قالت مديرة مكتب الأمم المتحدة، “هابيتات”، لبرنامج المستوطنات البشرية في العراق المعني بالتنمية العمرانية المستديمة آنا سوفا، إن “قسماً من ظاهرة تقلص المساحة الخضراء يعزى لقانون الاستثمار الذي تم تشريعه عام 2006 الذي يشجع على استملاك الأرض من الحكومة ليبني عليها مجمعا تسويقيا ومجمعات سكنية”.

وشدد التقرير على أن “مفتشين من البلدية يتحققون بشكل دوري من تقارير ترد إليهم عن اعمال إتلاف غير قانونية لأشجار النخيل، وغالبا ما يكون ذلك عن طريق سكب مادة النفط على جذور الأشجار تؤدي الى موتها ليتسنى لأصحابها تنفيذ اعمال بناء على الأرض”.

كما تحدث التقرير، عن إمكانية “تجريف قسم من البساتين في منطقة الدورة لغرض بناء ما يعتقد انه سيكون أكبر مجمع أسواق مركزية (مول) في منطقة الشرق الأوسط على مساحة تقارب من 1 مليون و828 ألف متر مربع، ضم ماركات عالمية وصالات سينما ونافورات راقصة”.

وتابع: أن “مسؤولين في الحكومة العراقية وفي الحكومات المحلية أكدوا أن الاستثمار بمجال العقار في بغداد قد أصبح أداة رائجة لعمليات غسيل الأموال في العراق”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار