العربي والدولي

مجلة أميركية: قضيتان تدفعان بايدن إلى العودة للشرق الأوسط

قد يواجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، صعوبة أكبر في تجنُّب أزمات الشرق الأوسط خلال عام 2023 وما بعده لسببين رئيسيين، حسبما ورد في تقرير لمجلة Foreign Policy الأميركية.
  
 
التقرير الذي تابعه “ناس” (16 كانون الثاني 2023) ذكر أن بايدن كان محظوظاً بشدة خلال معظم عاميه الأولين في المنصب لأنَّه تجنَّب التورط المستمر في الشرق الأوسط، المكان الذي غالباً ما تنطفئ فيه أفكار السياسة الخارجية الأميركية، الجيدة والسيئة، ولكن أزمات الشرق الأوسط تطارد بايدن وقد يجد نفسه طرفاً في حرب بين إسرائيل وإيران.
 
ورغم أن أكبر أولويتين للإدارة في السياسة الخارجية هما الحرب الروسية على أوكرانيا وصعود الصين. مع ذلك، قد ينشغل بايدن تماماً بقوى إقليمية أصغر لكنَّها مصممة وحريصة على تعزيز مصالحها وغير مستعدة للعب وفق القواعد الأميركية.
 
وبحسب التقرير في ظل وجود خمس دول – سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا- في مراحل مختلفة من الخلل الوظيفي، سيظل العالم العربي مصدراً لعدم الاستقرار، باستثناء دول الخليج العربي الثرية (السعودية والإمارات) التي تتحرك باستقلالية أكبر عن واشنطن وتُصِرُّ في الوقت نفسه على الدعم الأميركي.
 
لكنَّ القوتين غير العربيتين، إيران وإسرائيل – إحداهما هي الخصم الإقليمي الأول للولايات المتحدة، والأخرى هي أوثق أصدقائها الإقليميين- هما فعلاً مَن يمكن أن يحددا جدول الأعمال للعامين المقبلين. وتداعيات ذلك لا تبعث على الارتياح كثيراً.
 
وتطرق التقرير الى الوضع الإسرائيلي الجديد بالتزامن مع عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى منصبه، حيث تواجه إدارة بايدن الآن أكثر الحكومات اليمينية تطرُّفاً في تاريخ إسرائيل، حكومة على الأرجح ستتسبب في تصاعد – إن لم يكن انفجار- التوترات حول القضية الفلسطينية والبرنامج النووي الإيراني. وإذا ما صدَّقتم خطاب أكثر وزرائها المتطرفين – وما من سبب لئلا نُصدِّقه- فإنَّ هذه الحكومة الائتلافية عازمة على تغيير النظام الديمقراطي الإسرائيلي، وتحويل المجتمع على أساس خطوط إقصائية يهودية، وإقامة شاهد قبر على الأمل المدفون لإقامة دولة فلسطينية، من خلال ربط معظم الضفة الغربية والقدس بإسرائيل بصفة دائمة.
 
ويمكن أن يصبح مدى سوء الوضع في الضفة الغربية مرتبطاً بالدرجة التي يمكن لنتنياهو ممارسة النفوذ بها على شركاء الائتلاف الذين يحتاج إليهم بشدة لتمرير تشريع سيؤجل، إن لم يلغ، محاكمته المستمرة. وبالتالي، لا يمكنه التخلي عن المتطرفين، وسيتعين عليه في الوقت الراهن إدارتهم.
 
المجلة تتنبأ بأن بايدن سيفعل ما بوسعه لإخماد أو حرف سياساتهم الأكثر فظاعة، لكن من الصعب تصوُّر كيف يمكنه السيطرة تماماً عليهم، ومن السهل أن نرى كيف يمكن للإقطاعيات التي اقتطعوها لمناصبهم الحكومية أن تعيث فساداً في العلاقات مع عرب 48 وكذلك الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار