اضواء الاعلام العربي تتوجه نحو زيارة السوداني المرتقبة لالمانيا

في إطار المتابعة التفصيلية لوسائل الاعلام العربية للزيارات الخارجية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وتناولها بالتحليل والبحث، سلطت العديد من الوسائل الاعلامية الضوء على الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي لألمانيا.
وفي هذا الإطار ركز الاعلام العربي على ما جاء في المقابلة الصحفية التي أجراها السوداني مع مجلة “بيلد ” الألمانية.
حيث تعامل الإعلام العربي مع المقابلة باعتبارها حوار كاشف لمجموعة الملفات الرئيسية التي سيبحثها رئيس الحكومة العراقية مع الجانب الألماني خلال زيارته للعاصمة برلين الأسبوع المقبل
التناول الإعلامي العربي للمقابلة اتسم بمجموعة من القواسم المشتركة، اذ ابرزت وسائل الإعلام تصريحات رئيس الوزراء العراقي بأن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من المستشار الألماني أولاف شولتس في سياق العلاقات التاريخية بين العراق وألمانيا.
وستتناول الزيارة سبل تعزيز آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية بين البلدين، كما أنها ستتطرق لملفات آخري تتعلق بالتنمية البشرية وقضايا المناخ والتعاون الأمني وغيرها، فضلا عن رؤية العراق لأبعاد علاقته مع إيران.
وتركيز الاعلام العربي على المقابلة الصحفية انصب في الجزء الأكبر منه على شق التعاون الاقتصادي بين البلدين ومدى استعداد وقدرة العراق على تلبية الاحتياجات الألمانية في مجال الطاقة.
في هذا السياق ركزت بعض وسائل الاعلام على الأفق الاستثماري للعلاقات الثنائية بين العراق والمانيا من خلال اقتباس بعض من تعليقات رئيس الوزراء بهذا الشأن.
واستشهد موقع ايلاف بما صرح به رئيس الوزراء العراقي بالقول “أنه سيناقش هناك أكثر من مبادرة وفكرة تتعلق باستثمار الغاز وتعزيز تواجد الشركات الألمانية الاستثمارية في العراق خصوصاً أن شركة سيمنز تعمل في قطاع الكهرباء”.
في سياق التعاون الاقتصادي بين البلدين ركزت مواقع إخبارية أخرى ومن بينها الدستور المصرية على استعداد العراق لتلبية احتياجات المانيا من الطاقة.
وقد استشهدت الصحيفة بما جاء في متن الحوار من تصريحات لرئيس الوزراء العراقي “بحكم إمكانيات العراق وخططه المستمرة لزيادة إنتاج النفط واستثمار الغاز بالإمكان تلبية حاجات ألمانيا من الطاقة في ظل الظروف التي تعاني منها السوق عالمياً، وارتفاع مستوى الطلب الذي أدى إلى زيادة الأسعار والعراق قادر على أن يلبي حاجة ألمانيا والسوق عالمياً”.
عدد من وسائل الاعلام العربية ركزت على تأكيدات رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بان العراق لن يكون طرفا في سياسة المحاور في المنطقة والعالم، وانه يعتمد مبدأ العلاقات المتوازنة مع دول الجوار، عبر السعي لتقريب وجهات النظر بين إيران والدول العربية.
ونشرت وسائل إعلام عربية نص الحوار كاملا ومن بينها وكالة الحرير الإخبارية، وقد استبقت الوكالة نص الحوار باستعراض أبرز ما جاء فيه من محاور، فبالإضافة الى الجانب الاقتصادي المتعلق بالتعاون بين العراق وألمانيا، وحرص العراق على إقامة علاقات متوازنة بين مختلف الأطراف الإقليمية.
واشارت الوكالة الإخبارية الى تأكيد رئيس الوزراء العراقي على احترام المبادئ الديمقراطية وحق التظاهر السلمي للمواطنين في أي بلد والنصح الدائم بأن تستمع الحكومات لمطالب الشعب المشروعة، والتزام الحكومة العراقية بتقديم كافة التسهيلات لتحقيق عودة اللاجئين العراقيين طوعيا، فضلا عن تذكير رئيس الحكومة العراقية بمدى معاناة الشعب العراقي من النظام الديكتاتوري السابق.
بعض المواقع الإخبارية كانت أكثر حرصا في التركيز على ابعاد العلاقة بين بغداد وطهران كما اوضحها رئيس الحكومة العراقية في اللقاء، موقع NRT عنون تغطيته للمقابلة الصحفية تحت أسم “السوداني يكشف عن طبيعة العلاقات بين بغداد وطهران” مع استعراض تفصيلي لما ادلى به رئيس الحكومة العراقية من تعليقات وأبرزها تبني العراق مبادرات لتقريب وجهات النظر بين إيران والدول العربية، وانه وفقا لتقديره فان من مصلحة العراق خفض التوترات وتقريب وجهات النظر لان من شأن ذلك أن ينعكس على أمنه وأمن المنطقة إيجابيا.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد عد زيارته المرتقبة إلى ألمانيا تأكيداً على قوة العلاقات السياسية والاقتصادية بين بغداد وبرلين.
وقال السوداني في مقال تابعته وكالة الانباء العراقية (واع)، أن ” زيارته الرسمية إلى ألمانيا تعد تأكيداً على قوة العلاقات السياسية والاقتصادية بين بغداد وبرلين”، لافتا الى أن “برنامج حكومته يركز على تعزيز الحكم الرشيد واتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة في مكافحة الفساد”.
وأضاف، أن “الخبرة الألمانية تعتبر ذات فائدة كبيرة لنا في دعم هيئة النزاهة وتطوير الإجراءات والاستراتيجيات والسياسات لمكافحة الفساد”، مؤكدا “نهدف إلى تعزيز التبادلات التجارية مع ألمانيا والارتقاء بها إلى مستوى يتناسب مع العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وأشار إلى أن ” بناء اقتصاد قوي يمنح الشباب العراقي فرصة للاستثمار”، مبينا انه ” لا يمكن لأي حكومة إجبار المهاجرين على العودة”.
وتابع، “سنقترح على الحكومة الألمانية تشكيل لجنة مشتركة لتمهيد الطريق للعودة الطوعية للعراقيين”، مؤكدا ” سنعمل أيضا عن كثب مع ألمانيا بشأن القضايا الحساسة مثل عمليات الترحيل ونفحص بدقة كل حالة وفقًا للقانون والاتفاقيات بين البلدين”.
ولفت إلى أن “برلين ساهمت بنحو 3.4 مليارات دولار في جهود التنمية وإعادة الإعمار في العراق”، منوها بان “الوكالة ألمانيا للتعاون الدولي ساعدت أكثر من 37000 عراقي في الحصول على وظائف أو بدء أعمالهم التجارية الخاصة بينهم 30 في المائة من النساء”.
وبين أن “ألمانيا تساهم بفاعلية في صندوق الإصلاح والتعافي وإعادة إعمار العراق”، مشيرا الى ان “مجالات التعاون بين العراق وألمانيا متعددة الجوانب”.
ولفت الى ان “شركة سيمنز تعمل على توفير الكهرباء لنحو 23 مليون عراقي من خلال 13 محطة كهرباء في جميع أنحاء البلاد”، موضحا ان “محطات الطاقة هذه هي حجر الزاوية لإعادة إعمار العراق لأنها ضرورية للتنمية الاقتصادية للبلاد”.

تقلا عن وكالات