السياسية

تقرير يحلل خفايا ’الحملة المتصاعدة’ ضد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي

((وان_بغداد))
نقلت صحيفة لندنية عن أوساط سياسية عراقية قولها، إن الإطار التنسيقي يعمل على استغلال الضغوط المتزايدة التي يواجهها رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي من خصومه السياسيين على الساحة السنية، للمزيد من تضييق الخناق عليه، ودفعه إلى تقديم تنازلات لاسيما فيما يتعلق بتوزيع المناصب العليا في الدولة.
  
 
وبحسب تقرير صحيفة “العرب” (13 كانون الأول 2022) “تستبعد هذه الأوساط أن تكون هناك رغبة لدى قادة الإطار في إزاحة الحلبوسي من منصبه،  معتبرة أن ما يتردد حول وجود انقسام داخل التحالف الشيعي بشأن إقالة رئيس البرلمان ليس سوى محاولة للإيحاء بإمكانية السير في هذا الخيار، والهدف من كل ذلك هو تكثيف الضغط عليه (41 عاما)”.
 
تالياً نص التقرير:
 
ويتعرض الحلبوسي هذه الأيام لحملة يقودها تحالف العزم، بدعم من شخصيات وقيادات سياسية سنية بارزة، وسط أنباء تفيد بأن هذا الحراك يلاقي دعما من بعض قادة الإطار التنسيقي وفي مقدمتهم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، فيما ردت زوجته في تدوينتها التي اطلع عليها “ناس” على الحملة عبر تدوينة قالت فيها عن الحلبوسي “برغماتي مناور شرس فكان وكان والحديث فيه يطول ….”. 
 
وبحسب الصحيفة اللندنية فإن ما يتردد حول انقسام داخل الإطار بشأن إقالة رئيس البرلمان “ليس سوى محاولة للإيحاء بإمكانية السير في هذا الخيار” فيما روجت تقارير وتسريبات مؤخرا بأن إقالة رئيس البرلمان الحلبوسي، باتت “أمرا شبه محسوم، ما لم يقدم “تنازلات” لمناوئيه، بحسب تأكيدات أطراف “سنية” وسط تمسك تحالف السيادة الذي يمثله به وعزنه على إفشال آي خطوة من هـا القبيل.
 
ومؤخرا شن رئيس حزب الحل جمال الكربولي هجمات لاذعة على الحلبوسي على خلفية تصريحات له بشأن “المغيبين” قائلاً “…. بدلاً من إنصاف المغيبين وذويهم قانونيا بعد إعلانه أنهم مغدورون، يقيم الكومبارس حفلاً غنائياً راقصاً متحدياً كل قيم المروءة والتكافل الإنساني الذي يوجب احترام مصائب الناس.. هذه أخلاقه”.
 
وجاء موقف الكربولي بعد تغريدة لرئيس البرلمان طالب فيها بإنصاف المغيبين الذين وصفهم بالمغدورين، في إشارة إلى قضية المهجرين والمغيبين قسريّا خلال الحرب ضد تنظيم داعش. ودافعت زوجته عن التصريح بالقول ” “يوصف برشاقة حديثه السياسي، توصف كلماته بإيقاع المطرقة، متدفق صعب التوقف”.
 
وانضم مجلس شيوخ محافظة صلاح الدين إلى الحملة المنتقدة للحلبوسي، لاسيما بعد الملاحظات التي وجهها الأخير إلى الحكومة في المحافظة. وعبر المجلس في بيان الأحد عن دعمه الكامل لحكومة المحافظة الحالية وإدارتها، رافضا تصريحات من وصفهم بـ”الصاعدين”.
 
وقال مجلس الشيوخ في بيانه “أهل مكة أدری بشعابها، وقد سئمنا من التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي يطلقها بعض الصاعدين على أكتاف المكون وناخبيه بين الحين والآخر ويذرفون دموع التماسيح عليها”.
 
وأضاف أن “المجلس يطالب الحكومة المركزية بإيلاء محافظة صلاح الدين اهتماماً أوسع من خلال الموازنة القادمة ومشاريع صندوق الإعمار الذي بات تحت سيطرة حزب واحد فقط، لتحقيق الخدمات وتعزيز الأمن في كل أرجاء المحافظة”.
 
وبدت الإشارة إلى الحزب الواحد موجهة إلى حزب تقدم الذي يقوده الحلبوسي والذي يتهم بالسعي إلى بسط نفوذه على محافظة صلاح الدين بعد نجاحه في تكريس سلطته على محافظتي الأنبار ونينوى.
 
ترى الأوساط السياسية أن الحملة التي تشنها شخصيات وقوى سنية على الحلبوسي تعود بالأساس إلى التنافس المحتدم بينها على النفوذ داخل المحافظات السنية، وتلفت هذه الأوساط إلى أن بعض هذه القوى ترى أن الحلبوسي نجح في سحب البساط من تحت أقدامها وأن عليها تدارك الوضع الحالي، لاسيما قبل انتخابات مجلس المحافظات المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل.
 
ووفق الأوساط نفسها تراهن هذه الأطراف السنية على دعم بعض القوى في الإطار التنسيقي، التي لا تثق بالحلبوسي خصوصا وأنه سبق أن اصطف إلى جانب التيار الصدري قبل أن يعود وينضم إليها مع ميل كفة الميزان لصالحها خلال الأزمة السياسية التي عاشها العراق على مدار عام كامل.
 
وتشير الأوساط إلى أن بعض القوى داخل الإطار، ومنها ائتلاف دولة القانون، تحرص على تغذية الحملة على الحلبوسي خصوصا وأن توقيتها يخدمها في ظل الصراعات المحتدمة بين المكونات الممثلة لتحالف “إدارة الدولة” حول تقاسم المناصب في الهيئات المستقلة (25 هيئة)، وفي المؤسسات الحكومية، بما في ذلك الأجهزة الأمنية، بحسب تقرير الصحيفة اللندنية.
 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار