الثقافية

المراهقة وبركان التربية

المراهقة وبركان التربية
الكاتبة عبير القيسي:-

مـَرَّ وقتٌ متوسط على دخولي الى القاعات الدراسية لدى طلبة الاول المتوسط في مدرسةٍ ما.. بدوري كمرشد تربوي وجدتُ أن هناك ثمة ضعف في ادارة العملية التربوية وتحديداً من قِبل المدرس مع طلبته؛ إذ يتعامل بعض المدرسين مع الطلبة بأسلوب هزيل جداً كالضرب معتبراً ذلك بأنه اسلوب من اساليب الترهيب والتخويف يقابله تمرد طلابي شاسع خصوصاً وأن عدد الطلاب في القاعة الواحدة يتجاوز الستون طالب، كذلك اخلاقيات بعض الطلبة تتجاوز اللفظ المعقول مع المدرس لأنه لم يتعلم اساسيات الاحترام وهو موجود داخل الحرم الدراسي وهذا سببه بالتأكيد يرجع الى معلميه السابقين الذي قاموا بتعبئة ذهنه بمواد علمية ولم يعبئوا شخصيته بالاخلاق الحسنة، فيضطر مدرس المدرسة المتوسطة الى اسلوب الترهيب والتخويف مكملاً دور اقرانه السابقين، وهذه مشكلة كبيرة تعاني منها العملية التربوية في العراق اجمع .. لأنها لم تعد سيطرة تربوية حازمة كما في السابق، هناك استهتار في تعامل بعض الطلبة مع مدرسيهم والعكس وكثيراً ما لوحظنا حالات عنف تحدث داخل المدارس ووصلت الى تجاوز الاهل على المعلم! المعلم الذي يأخذ مكانة الرسول في اداء امانته اليوم يقف بين حيرتين، حيرة أن يسيطر على عدد الطلاب وحيرة الكيف في تهذيبهم؟
حتى وصل حال بعضهم الى الهروب من الدرس ولم يعد تسجيله غائبا وفصله من المدرسة بالعامل المخيف بالنسبة اليه.. كونه اعتاد على ضعف الرقابة الاسرية والمدرسية والمدرسة وحدها غير قادرة على ضبط سلوك الطالب مالم تجد تعاوناً من قبل اسرته، وفي مضمار الاعداد الهائلة حيث يفترش الطلبة ارضيات الصفوف وقت الامتحانات سؤالي المتكرر مراراً:
ألم تفكر وزارة التربية الموقرة ببناء مدارس جديدة تستوعب التغيرات السكانية المتزايدة على مدى اعوام؟

ماذنب الطالب والمدرس في تحمل اختناق بشري لمدة ساعات أذ أن العدد النموذجي لتواجد الطلاب في القاعات ثلاثون طالب لكل قاعة والان هم يفوقون ذلك بمرتين فكيف يكون التربوي تربوي فعلاً ويربي قبل أن يعلَّم؟؟؟

حقيقة على وزارة التربية الالتفات الى دورين مهمين لكي تكون وزارة مُربية بالدرجة الاساس، وهي أن تقوم بافتتاح مبانٍ آمنة قريبة من مساكن الطلاب لاستيعاب الزيادة وتوزيعهم بشكل نموذجي، وأن تقوم بالانتباه جيداً الى دور المرشدين التربويين والباحثين الاجتماعيين في جميع المدارس لتقويم اداء كل من المدرس والطالب بموضوعية تامة وحل مشكلات الطرفين والوقوف على أهم اسبابها.. الغرض من ذلك كله اخراج جيل متربي يعرف ما له وما عليه، جيل يبني اجيال بناء رصين متكافئ كي يعيش المجتمع بسلام وبصحة نفسية خالية من اجواء العنف والضرب والشتيمة حتى.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار