الثقافية

منحدرات التربية والتعليم

بقلم: عبير القيسي..

تراجعت كثيراً مستويات التربية لدى طلبتنا الاعزاء خلال الحقبة الأخيرة من السنون الماضية، وذلك بفعل التغيرات الايدولوجية والانثربولوجية التي طرأت على الانسان العراقي، فانخفاض مستوى الدخل الاسري، والتفكك والعنف الاسري، وازدياد شريحة الايتام في العراق ادى الى انعدام التعليم لدى هذه الفئات لأن الدراسة تتطلب مصاريف الذهاب والمجيء وتوفير مستلزمات العملية التربوية من بيئة صالحة للدراسة وملبس وحتى كتب وهذا التقصير يحسب على وزارة التربية التي بدورها جعلت من الاباء مثقلين بأعباء اضافية على كواهلهم وهي توفير الكتب المدرسية وكافة ادوات القرطاسية لابنائهم .. ولا ادري ما الذي توفره هذه الوزارة أذ أنها لم تقم بانشاء مبانٍ جديدة تستوعب الاعداد الهائلة من طلابنا، ولم تقم بتوظيف فئات جديدة من المدرسين الشباب للقيام بالعملية التربوية على اتم وجه إذ أن النقص الحاصل في المدارس بالكوادر التربوية نقصاً فظيعاً لم تعالجه ترقيعات الوزارة الوقتية، ولم تقم بتوفير الكتاب والقلم للطالب، لا ادري ما دورها الفعلي وهي لم توفر ادوات التربية والتعليم الاساسية

كذلك الصف الواحد الذي يجلس فيه ثلاثة وسبعون طالب في أعلى احصائية سجلتها من خلال ملاحظتي للصفوف حتى أن بعض المدارس قد قسّمت الدوام الى شفتات للسيطرة على استيعاب العدد الكبير للطلاب !!!! ترى كيف سيتخرج اولئك الطلبة وما هي تشكيلتهم الفكرية الاولية عن واقع ضحل لم يقُم بتهذيبهم في اتم وجه،؟ وكيف يتم التهذيب والقاعات الدراسية تضج بارقامهم الكبيرة كيف سينتبه الطالب الى أستاذه وهو يجلس مع ثلاثة زملاء له في استول خشبي ضيق؟
كيف سيحترم بلده وعندما يحين وقت الامتحان أنه مُهان يفترش الارض ليؤدي أمتحانه؟!!!

في الحقيقة هذه التساؤلات تدور في ذهني كلما وقفت امام في صف معبئ بالورود التي بإمكاننا جعلها فواحة بالعلم والادب من خلال احتوائهم نفسياً ومعنوياً قبل أن ندس المادة العلمية في اذهانهم علينا أن نغرس الاحترام اليهم وفيما بينهم لنحصد ذلك العبق الفواح بالأمل ببناء مجتمع مسالم ومثقف لذا يجب علينا أن نقدم افضل خدماتنا لنخرَّج افضل الاجيال تربوياً وثقافياً وتعليمياً فابنائنا ليس لهم ذنب في أفتراش ارض القاعة، وليس لأمهاتهم جرم في أن يعودوا ابنائهم اليهن بملابس متربة وحال هش ملؤوه الكلمات النابية وانعدام الثقافة الجيدة.
الاسرة ومن ثم المدرسة نواتيَّن لبناء الانسان لا لهدم كيانه، تبدأين من الطفولة وتنتهي حتى آفول العمر، وعلينا وعلى من يعنيه الامر وضع معالجات فورية في وضع اساس جديد وقوي يتلائم والاعداد المهولة للطلبة، يتلائم وتطور الحياة العصرية من حيث المنهاج، والمدرس، والابنية، وتوفير القرطاس والكتاب.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار