مقالات

كوكب كردستان

هادي جلو مرعي..
     تتحول الدول الى كواكب بالفعل، فهي وإن كانت مجموعة كيانات جغرافية مترامية على مساحة الأرض لكنها تختلف عن بعضها بخصائص متباينة، وفي ظروف العيش والحياة والتضاريس والطبيعة والهواء ودرجة الحرارة والثقافة السائدة لدى شعب كل دولة، ومنها دول بقومية واحدة وديانة واحدة، ومنها بعشرات الأديان والقوميات والمذاهب، وتتنوع الطبيعة كذلك. فهناك دول كلها جبال، وأخرى صحاري ممتدة، ومنها من تكون الطبيعة فيها هضاب واسعة، ومنها ماتسمى البيضاء لوفرة الثلوج كبيلاروسيا، ومنها ماتسمى بالصحراء ذاتها فهي صحراء كاملة كما هو الحال في الجمهورية الصحراوية بين المغرب والجزائر.
     كذلك الكواكب فمنها ماهو من تراب، ومنها مايتكون من مادة غازية مشتعلة كالشمس، ومنها البارد، ومنها الحار، وتختلف عن بعضها في اللون والتضاريس، ولكن كوكبنا فيه عشرات البلدان الصغير منها والكبير، والغني والفقير، والمجدب والوفير، وتختلف في الموارد المائية والمالية والثروات الطبيعية وفي القوة والنفوذ والإبداع، ومنها المستقر ومنها المضطرب الذي يعاني من خلافات ومشاكل لاتكاد تنتهي، وفي بعض البلدان يسود الفقر والجهل والأمية، ومنها يحكمها الإستبداد، واخرى ترزح تحت القمع والدكتاتورية، وهناك من تحتكم الى نظام الديمقراطية والإنتخابات والمشاركة الجماهيرية في صناعة القرار، ومنها من يضيع في خضم الخلافات والفوضى والفساد وغياب الرؤية.
     من عقود، وبعد التخلص من إرث الحرب الكونية الثانية خطت اليابان خطوات جبارة في التكنولوجيا والعمران، وهي مجموعة جزر صغيرة مهددة بالغرق، وقد مسحت منها مدينتان هما هيروشيما وناغازاكي بفعل السلاح النووي الذي إستخدمته الولايات المتحدة الأمريكية عام 1945 ولكن اليابان تحولت الى مثال فاق الدول التي ساعدته في النهوض والتطور التقني، وكان مثار إعجاب العالم حتى بدأت وسائل الإعلام والمراقبون يسمونه كوكب اليابان لأنه مختلف عن بقية بلدان الأرض عندما أذهل الجميع في تطور لافت وسريع مقارنة ببقية البلدان التي تتراجع وتتخلف، ومع مرور الوقت صرنا نتحدث عن كوكب الإمارات وكوكب السويد وظهرت كواكب أخرى، وعندنا في العراق صار الفرق بين مدن إقليم كردستان في النهوض والعمران كبيرا مع إن مدن الإقليم ومدن العراق الأخرى ضمن جغرافيا العراق، وبدأ البعض يسمي الإقليم بكوكب كردستان نظرا لسرعة التطور الذي يقابله بطء مريع في الوسط والجنوب والغرب، وهو أمر يفرحنا، لكنه يدفعنا لإستنهاض الهمم، والدفع بإتجاه المثابرة في بغداد والمدن الكبرى كالبصرة والموصل لتتحول الى نموذج للتطور والنهوض، وتلبية رغبة العراقيين ليعيشوا كما يستحقون.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار