المحلية

ماذا يريد السنة والكورد !؟

بقلم ✍️ عمر الناصر

لنأخذ دراسة تحليلية معمقة للظروف والمعطيات التي تمر بها العملية السياسية ، ودور القوى المنضوية تحت لواء الديموقراطية والمؤمنة بالتداول السلمي للسلطة ، ولن اخوض بتفاصيل وتوجهات البيت الشيعي المتمثل بالتيار الصدري والاطار التنسيقي ، على اعتبار بأن الصورة لدينا اصبحت مكتملة واكثر من واضحة عن ما ال اليه الحراك السياسي والمبادرات السابقة التي قدمتها بعض الشخصيات لحل احجية الانسداد السياسي ، وفقاً لقانون نيوتن الخاص بتوازن مقادير توابل المطبخ السياسي الغير متجانسة ، لنجد ان التوافقات مازالت سارية المفعول لحد هذه اللحظة ، ولم تخرج الكتل السياسية فعلياً الى تفكير يكسر النمطية الكلاسيكية التي اسست عليها البنية الفوقية للنظام السياسي بعد عام ٢٠٠٣ ، خصوصاً ان اغلب القوى السنية ترى بأن اي نظام غير مبني على التوافقية ، هو لن يخدم تطلعاتها واهدافها ووعودها التي قطعوها لجمهور المحافظات المحررة ، بينما ترى الكثير من قياداتهم سواء كان النظام بأغلبية وطنية او توافقية فلن يكون لديهم مشكلة في ذلك ، لانه بمآل الامر يكون الهدف الموحد والرؤية المشتركة لديهم ضمان حقوق المكًون السني.

بالمقابل يرى السيد مسعود بارزاني بأن مسألة الذهاب الى اي استقرار سياسي واقتصادي واقامة علاقات متوازنة ومتينة بين بغداد واربيل ، لا يكون الا من خلال اقامة تحالفات استراتيجية غير كلاسيكية ولا تكون عبارة عن نسخ ولصق للمشاريع السابقة المستهلكة ، والدليل خروجه من الصندوق وانضمامه لتحالف انقاذ وطن او التحالف الثلاثي ، لانه يؤمن بضرورة الانفتاح على بغداد واشراك دماء عربية جديدة داخل صنع القرار السياسي الكوردي ، كبادرة لحسن النوايا من اجل تصحيح مسار العملية السياسية وتعميق العلاقات الاخوية بين المركز والاقليم ، بعد ان انتهى العمر الافتراضي لتحالفه القومي مع اليكيتي منذ التغيير عام ٢٠٠٣ .

عجينة الاعتزال السياسي لم تختمر بعد لدى اغلب القوى السياسية التقليدية ، وهي لم تعد تفكر بنفس الطريقة التي جاءت بها بعد عام ٢٠٠٣ ،وخصوصاً بعد إزدياد عمليات الانكفاء والتقهقر التي اصابت بعض الايدلوجيات التي لم تؤمن بالمراجعة واعادة التقييم ، بل انها لم تعد قادرة على تحديث قاعدة بيانات الفكر السياسي لديها من اجل الخروج من شرنقة الانعزال والتبعية السياسية.

انتهى .

خارج النص / لايوجد تحالفات اسمنتية ،جميع التحالفات هلامية مطاطية ومرنة ..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار