المحلية

المغتربون ثروة تحت رصد الجمهور

بقلم: احمد فاروق كوبرلو:-

دعونا نتذكر ماذا حدث بعد وقبل كأس اسيا 2007 حيث قدمت لنا الكرة العراقية جيل ذهبي قادوا العراق في اصعب الظروف واحلكها رغم الاحداث الدموية التي كانت تضرب محافظات العراق على طول حدوده الجغرافية مع ذلك اعتلى العراق منصة تتويج البطولة الاسيوية الاغلى وتقدم في التصنيف العالمي للمنتخبات الذي تصدره الفيفا متقدما 16 مرتبة وبات يملك 474 نقطة في مركز 64 عالميا ولا ننسى ايضا في سنة 2004 وصلنا الى اعلى تصنيف حققناه في حينها وبمجرد التفكير به اليوم يعد حلما بعد ان وصلنا الى مرتبة 39 عالميا.
وما دمنا نتحدث عن الاحلام فدعونا نحلم ونقول ماذا نحتاج اليوم لنحطم ارقاما قياسية جديدة او نصنع منتخبا ينافس مختلف المنتخبات ؟
اذا فكرنا بتروي فاننا ممكن ان ننقل هذا السؤال من عالم الاحلام الى عالم الواقع … لكن كيف؟
الهجرة القسرية والطوعية للعراقيين في الحقب الماضية لاسباب سياسية او انسانية انتجت اجيال من المهاجرين العراقيين ومن هذه الاجيال هم ابناء المهاجرين والذين ذهب الكثير منهم الى التخصص بكرة القدم ولذلك برز مئات من اللاعبين و المواهب الكروية في انحاء العالم من أب أو أم او ابوين عراقيين واعداد هؤلاء اللاعبين ليست بالقليلة حيث وصل عدد اللاعبين العراقيين في المهجر الى 122 لاعبا في جميع انحاء العالم وفي مختلف الدوريات العالمية ذات السمعة المحترمة لما تنتجه من منتخبات قوية مثل الدوريات في الدنمارك وبلجيكا والسويد والمانيا وانكلترا، لكن الغريب ان من بين هذا العدد الكبير من اللاعبين لا يتواجد في المنتخب الوطني سوى ثلاثة او اربعة منهم.
يختلف هؤلاء اللاعبون عن لاعبينا المحليين بامور ومزايا عديدة تشكل الطريق نحو الاحترافية، هذه الامور والمزايا تصنعها الاندية التي يلعبون لها على خلاف انديتنا التي تقف اليوم عاجزة من توفير مزايا الاحتراف للاعب المحلي،
منها قضايا نفسية وفنية وذهنية يشرف على تعليمها خبراء متخصصون بعض هذه الاختصاصات قد لا تكون متوفرة اصلا بالعراق وباتت هذه المزايا اليوم من مرتكزات كرة القدم الحديثة.
لذلك نرى اليوم الجمهور العراقي يطالب باللاعب العراقي المحترف في الدوريات المحترفة عسى ان يشاهدوا منتخبا قويا ولاعبين تم بناءهم بصورة صحيحة وفي أكاديميات ومعاهد حقيقية ومدارس كروية محترفة تستخدم طرق علمية في بناء اللاعب وتتدخل في تفاصيل حياته ابتداءً من عدد ساعات النوم وكميات الوجبات الغذائية واعدادها وتشخيص مكامن الضعف في اللاعب ومعالجتها وابراز نقاط القوة فيه وتنميتها.
مقابل ذلك تشهد الكرة العراقية تراجعا حتى على المستوى الشعبي بعد ان صودرت معظم الساحات الشعبية التي تطبق فيها قوانين اللعبة وتنتج لاعبين بقوة بدنية لا بأس بها بسبب كبر مساحتها وارضيتها الترابية او العشبية واستبدلت بساحات (الخماسي) وهي مشاريع استثمارية فاشلة دفعت بعض المنتفعين الى استخدامها وتدمير الكرة العراقية لصالح اشباع طمعهم بالمال والاستحواذ على الاراضي.
يطالب الجمهورالعراقي اليوم بمنح المغتربين مساحة اوسع في المنتخبات وذلك لسببين رئيسين.
الاول نابع عن تاثر العراقيين بمتابعتهم للدوريات الاوربية او الخليجية ورصدهم للفارق البدني والمهاري قياسا بلاعبي دورينا المحلي الذي اصبح بتراجع بطيء يقابله تقدم سريع لدوريات اسيا واوروبا وغيرها من القارات من خلال امكانيات اللاعبين فيها وهي ذاتها الدوريات التي يتواجد فيها لاعبونا المغتربون.
السبب الثاني هو التجارب المغربية والتونسية والجزائرية التي يعد المغتربون من اهم ركائز منتخباتهم التي تتسيد القارة السوداء وهذه التجربة هي من دفعت الدول الخليجية ذات الكثافة السكانية المحدودة الى اللجوء للتجنيس لرفد منتخباتها بلاعبين تربوا وتم صناعتهم في المدارس الاوربية الحديثة لكرة القدم في حين متوفرة لدينا ولا تحتاج سوى اصدار الجواز العراقي باجراءات بسيطة ومعروفة.
جمهورنا يرصد المغترب ويعرف امكانيته ويتابع انجازاته ومن حقه ان يطالب اتحاد الكرة بان يمنحه الفرصة لتمثيل بلده من باب انه سيسهم في رفع مستوى المنتخب العراقي ويعيد له بريقه ومن باب اخر يؤثر باللاعب المحلي الذي يلعب في اندية لا تملك ولا تريد ان تملك القدرة على تطوير لاعبيها.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار