المحلية

للرجال بكاء لكنه بلادموع

.

منتظر الزيدي..
علامات الحزن بين الرجال ليست مشابهة لنصفهم الاخر (النساء) فربما يكون ذرف الدموع قليلا هو العامل المشترك بينهما، الا ان بعض الرجال يفضل البكاء دون دموع، وهذا اشد الحزن بؤساً. انه يشبه الفارق بين النزيف الخارجي والنزيف الداخلي. فمهما كانت شدة الاول، الا ان السيطرة عليه وايقافه مهمة ليس بمعقدة.. لكن الاخر،الداخلي، يودي بحتف الانسان ويقتله بخفاء وكأنه سرطانٌ مستعجلٌ. وهكذا الحزن بصمت، والبكاء دون انهمار الدموع، يحسبه رهاف القلبِ قسوة، لكنه لعمري اسوأ انواع الحزن واقساها على الروح، انه نزيف حزنٍ داخلي، يجعل الاحشاء تغلي دون هوادة. انه كقيئ محتضر تحجر في احشاءه. لا ايها السادة.. من يحزنون بصمت هم اكثر انواع الرجال رقة.. ستجدهم يبتسمون قليلا وكأن حزنا لم يمر عليهم، لكن ما ان ينزوي صاحبنا الى خلوته، حتى يغوص بحزن معتق، ويصاحب الانعزال على الرفقة، يا له من قدر وعذاب لأولئك الذين يبذلون ما بوسعهم لتخرج مشاعرهم حية في مخاض الفراق، لكن عبثا يحاولون، فالأنّةُ تموت تموت قبل ان تلج العنق. وتغدو في مكانها تغلي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط، ولا تعتبر من سياسية الوكالة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار