العربي والدولي

غزة.. هدنة بعد ثلاثة أيام دموية وبايدن يدعو إلى تنفيذها بالكامل

8 أغسطس 2022
دخلت هدنة “هشّة” تمّ التوصّل إليها بين حركة “الجهاد الإسلامي” وإسرائيل حيّز التنفيذ، ليل الأحد، بعد ضربات إسرائيليّة على غزّة أسفرت عن سقوط 44 فلسطينيّاً بينهم أطفال، استمرّت لثلاثة أيام، وقابلها إطلاق صواريخ فلسطينية على مدنٍ ومستوطنات إسرائيلية.
  
 
وقُبيل سريان الهدنة التي تمّ التوصّل إليها بوساطة مصريّة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ ضربات على مواقع لـ”الجهاد الإسلامي” في غزّة “ردّاً على صواريخ أطلِقت” على جنوب إسرائيل حيث دوّت صفّارات الإنذار.
 
وأكّد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أنّ الهدنة تدخل حيّز التنفيذ عند الساعة 23,30 بالتوقيت المحلّي. وقال إنّ إسرائيل “تشكر لمصر الجهود التي بذلتها”، مشدّداً على أنّه “في حال خُرق وقف إطلاق النار، تحتفظ دولة إسرائيل بحقّها في الرّدّ بقوّة”.
 
في غزّة، أعلنت حركة “الجهاد الإسلامي” تقيّدها بالتوقيت المعلن لبدء سريان الهدنة، لكنّها أكّدت في بيان حقّها في “الردّ على أيّ عدوان صهيوني”.
 
كانت الهدنة التي بدأت رسميّاً الساعة 23,30 بالتوقيت المحلّي، لا تزال ساريةً بعد أربع ساعات على دخولها حيّز التنفيذ، ولم يُبلغ أيّ طرف عن أيّ خرق خطير لها.
 
ورحّب الرئيس الأميركي جو بايدن بهذه الهدنة، حاضّاً جميع الأطراف على تنفيذها بالكامل.
 
وقال بايدن، في بيان الأحد، إنّ واشنطن عملت مع مسؤولين في الدولة العبريّة والسلطة الفلسطينيّة ودول مختلفة في المنطقة “للتشجيع على حَلّ سريع للنزاع” خلال الأيّام الثلاثة الماضية.
 
وأضاف: “ندعو أيضاً جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وضمان تدفّق الوقود والإمدادات الإنسانيّة إلى غزّة مع انحسار القتال”.
 
كما أعرب الرئيس الأميركي عن أسفه لسقوط قتلى ومصابين في صفوف المدنيّين في غزّة، لكنّه لم يُحدّد الجهة التي تقع عليها المسؤوليّة في هذا الصدد.
 
واعتبر بايدن أنّ “التقارير عن سقوط ضحايا مدنيّين في غزّة هي مأساة”، داعياً إلى إجراء تحقيقات بشأنهم.
 
كما شكر بايدن نظيره المصريّ عبد الفتاح السيسي لدور بلاده في التفاوض الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار.
 
أدوية وكهرباء
 
يلحظ اتّفاق الهدنة “التزام مصر العمل على الإفراج عن الأسيرَين (باسم) السعدي و(خليل) عواودة”، وفق ما أكّدت حركة “الجهاد الإسلامي”.
 
والأحد، سقط 17 فلسطينيّاً، بينهم تسعة أطفال، في ضربات إسرائيليّة استهدفت خصوصاً جباليا ومدينة غزّة ورفح، وفق وزارة الصحّة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة “حماس” منذ أكثر من 15 عاماً.
 
منذ الجمعة، نفّذت إسرائيل ضربات جوّية وبالمدفعيّة الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزّة لحركة “الجهاد الإسلامي” التي ردّت بإطلاق مئات الصواريخ.
 
وأعلنت وزارة الصحّة في غزّة، مساء الأحد، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44، بينهم 15 طفلاً، وأكثر من 360 جريحاً في القطاع.
 
خلال النهار وحتّى المساء، أطلقت حركة “الجهاد الإسلامي” وابلاً من الصواريخ باتّجاه مدن في إسرائيل والقدس، اعترضت غالبيّتها الدفاعات الإسرائيليّة، وفق الجيش.
 
ودوّت صفّارات الإنذار في مدن عدّة، بينها تلّ أبيب وعسقلان، للتحذير من الصواريخ، فهرع السكّان إلى الملاجئ.
 
منذ الجمعة وحتّى الأحد، أوقعت الصواريخ التي أُطلِقت من غزّة ثلاثة جرحى في إسرائيل. وبحسب الجيش الإسرائيلي، أطلِقت من القطاع مئات الصواريخ وجرى اعتراض غالبيّتها.
 
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنّ لديه أدلّةً “دامغة” على أنّ صاروخًا أطلقته حركة “الجهاد الإسلامي” تسبّب بمقتل عدد من الأطفال في جباليا في شمال غزّة السبت.
 
وقال مدير مستشفى الشفاء في غزّة، محمد أبو سلميّة، في وقت سابق الأحد، إنّ الجرحى “يصلون كلّ دقيقة” إلى المرفق الصحّي، و”الوضع سيّئ للغاية”، محذّرًا من نقص خطِر في الأدوية والوقود الضروري لتشغيل مولّدات الكهرباء.
 
والسبت، توقّفت محطة الطاقة الوحيدة في قطاع غزّة عن العمل، إثر نفاد الوقود، بعد أربعة أيّام على إغلاق إسرائيل معبرًا مع الجَيب الفلسطيني.
 
“هجوم استباقي”
 
كان الجيش الإسرائيلي بدأ الجمعة قصف الجَيب المحاصر في “ضربة استباقيّة” ضدّ حركة “الجهاد الإسلامي” التي اتّهمها بالتخطيط لهجوم وشيك.
 
وقتل الجيش الإسرائيلي قياديَّين من الحركة في القطاع المحاصر، بينهم تيسير الجعبري في مدينة غزّة وخالد منصور في رفح جنوبيّ القطاع.
 
وأكّدت الحركة، التي تُصنّفها إسرائيل والولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبّي “منظّمة إرهابيّة”، مقتل القياديّين.
ووصَف لابيد الضربة التي قُتِل فيها منصور بـ”الإنجاز الرائع”.
 
وفي اليومين الأخيرين، اعتقلت القوّات الإسرائيليّة 40 عنصراً في الحركة في الضفّة الغربيّة.
 
 “أ ف ب”
 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار