المحلية

زياد بن أَبيه (قصة قصيرة)

الثالث والثلاثون من عام الهجرة , استبشر كثُّ اللحية, قبضَ بكفِّه الأَيمن نهاية الذقن , بؤبؤ عينيه السوداوين لا يفارقان رؤية ملامح الوليد .
اندهَشَ , يحدِّثُ نفسه: أَيشبِهُ أُمَّهُ مرجانه ؟
وهَمْهَمَ: لاتَعجلْ ستظهرُ ملامِحُهُ بعدَ شهور .
تذكر خطبتُه وهو غلامٌ بمحضر أَبي سفيان وعلي وعَمْرُو بن العاص أَيام خلافة عُمر بن الخطاب , ابتهجَ مُحياهُ وسرَّ قلبه بقول ابن العاص : ما أَعظم هذا الغلام لو كان أَبوه من قريش لساق العربَ بعصاه !
رنَّ مسامعه همسَ أَبي سفيان لعليّ وابن العاص : والله إنِّي لأَعرف أَباه ومَنْ وضعَهُ في رَحِمِ أُمِّه.
تخللت الكأبة أَعماقه , فتح صيوان أُذنيه , فسمع سؤالَ أَبي السِّبطين : ومن هو يا أَبا سفيان ؟
قالَ : أَنا .
نصحَ أَبو الحَسَنِ : يا أَبا سفيان أسكتْ فلو سمعها عُمَر لكان سريعًا إليك.
ردد أَبو سفيان منشدا :
أما واللّهِ لولا خَوْفُ شخصٍ ….يراني يا عليُّ من الأعادي
لبيَّنَ أَمرَهُ صَخرُ بنُ حربٍ ….ولم يكنْ المُجَمجَمَ عَن زيادِ
ولكنِّي أَخاف صُرُوفَ كَفٍّ ……..لها نِقَمٌ وَنَفْي عن بِلادي
فقد طالتْ مُحَاولتي ثقيفَاً………..وتَركِي فيهِمُ ثَمَرَ الفؤادِ
فوَّقتُهُ زوجتُهُ من صمته , ما أسمُ ابنك ؟
مسحَ العَرَقَ عن جَبينه , هَدَأَ رَوعُهُ , أَطرقَ مسامعه بثقةٍ : اسمُهُ عبيد الله .
………………………
*للكاتب مجاهد منعثر منشد /المجموعة القصصية (ظمأ وعشق لله) , الفصل الأول حجور خبيثة , القصة السادسة , ص8ـ 9.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار