المحلية

جبل الثلج الابيض

يوسف رشيد الزهيري
بالأكفان البيضاء وعلى رقعة جغرافية تمتد لأكثر من عشرة كيلو مترات ، امتلأت بالحشود المليونية من مصلين الجمعة الموحدة،  التي اقيمت في مدينة الصدر، في خطوة شغلت الرأي العام العراقي، فقد أنهى “التيار الصدري” بزعامة السيد مقتدى الصدر، الصلاة الموحدة اليوم الجمعة، بعد أيام من التحشيد، لتبقى الأهداف والرسائل السياسية التي وجهها للطبقة السياسية من خلال الخطبة المركزية محل جدل كبير في الشارع العراقي وقد تكون ابرز تلك الرسائل ان التيار الصدري بالمرصاد لتشكيل اية حكومة قادمة لا تلبي طموحات الجماهير في التغيير السياسي لنظام الحكم والعدالة ومحاكمة الفاسدين وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين  

فالصلاة التي احتشد فيها مئات الآلاف من أتباع الزعيم العراقي مقتدى الصدر ، بالاضافة الى عددا كبيرا من مختلف الطوائف والقوميات  من مختلف مدن العراق ،بمدينة الصدر وسط العاصمة العراقية بغداد، جاءت بعد أشهر من الشد والجذب بين القوى السياسية حول تشكيل الحكومة، والتي دفعت بالصدر إلى الانسحاب من العملية السياسية.

كما ان انسحاب الصدر لم ينهي مرحلة “الانسداد السياسي” كما يسميها خصومه في ائتلاف “الإطار التنسيقي”، الذي يضم مجموعة قوى سياسية شيعية وكردية وسنية مقربة من إيران، ليترك المشهد السياسي منفتحا على جملة احتمالات ربما تفاقم من حجم الأزمة. 
وعلى الرغم من محاولات “الإطار” إظهار عدم الاكتراث لانسحاب الصدر، مع قليلة من الود مقارنة بتلويحاتهم المستمرة بالذهاب نحو تشكيل حكومة جديدة وإن لم يكن للصدر حضورا فيها، إلا أن دعوة الأخير المفاجئة لصلاة “مليونية”، يبدوا أنها أربكت حسابات غرماؤه. 

وحالة الترقب والحذر التي خلفتها صلاة الجمعة الموحدة، يبدو أنها لم تكن مبالغة، لاسيما مع السمة التي يتصف بها الصدر في قدرته على تحريك جماهيره وتوجيهها كما يريد، والتي جدد من خلالها رسالته إلى خصومه بأن الطريق إلى حكومة من دونه قد لا يكون سالكا، وان هنالك عدة خيارات متاحة امام التيار الصدري لاسقاط اية حكومة مستقبلية بإشارة من مركز القرار في الحنانة .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار