المحلية

المولدات الاهلية ..نعمة ام نقمة

سرى العبيدي..
سفيرة الجمال والطفولة والابداع العالمي
العراق مازال يعاني من أزمة في قطاع الكهرباء والتي أسهمت في إفراز العديد من الآثار السلبية كارتفاع معاناة المواطن بسبب نقص التجهيز، تعطيل المشاريع الاستثمارية، هدر الأموال بسبب الفساد والاستيراد، التي تؤثر بشكل سلبي على أداء الاقتصاد العراقي .

في الوقت الذي اثبتت فيه المولدات الاهلية ان الحكومة لازالت عاجزة عن اصلاح منظومة الكهرباء في البلاد وتجهيز المواطنين ،اثبتت كذلك مدى الظلم الذي يتحمله المواطن من اصحاب بعض هذه المولدات في التعامل اللا انساني والتهديد بقطع الكهرباء عن كل من يتخلف عن تسديد الاجور وان كان وضعه مرهق او يعتمد على الاجور اليومية

إن الكتابة عن المولدات الأهلية لا يعفي الدولة من التقصير في أداء مهمتها في إدارة قطاع الكهرباء بشكل احترافي، بل هي دليل وتأكيد على سوء تدخل الدولة في أي مفصل من مفاصل الاقتصاد بشكل مباشر بعيدا عن مهمة الأشراف التي تضمن عدم انحراف القطاع الخاص عن أداء مهمته بالشكل المطلوب وفقاً لمبادئ اقتصاد السوق.

يشكو المواطن من الظلم نتيجة تأخر التشغيل عند انطفاء الخط الوطني، أو ارتفاع أجور الامبيرات في بعض المناطق البعيدة عن أنظار الدولة أو كونه مجبر على دفع أجور الامبيرات خارج فصل الصيف ولا يستطيع تخفيض عدد الامبيرات خوفاً من حرمانه منها في فصل الصيف القادم كعقوبة من قبل صاحب المولدة بحكم زيادة الطلب عليها بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.

ورغم ان المحافظ غالبا مايصدر اوامر بتخفيض اجور الامبيرات الا ان اصحاب المولدات لم يلتزموا باي تعليمات ، واعتقد هناك تفاهم خفي بين المسؤولين الحكوميين في المحافظة وبين اصحاب المولدات ، مع كون الحكومة تجهزهم بالكاز. والغالبية من هؤلاء شلة تلتقي عبر التواصل لتتفق على الاسعار دون ضمير ولاتبالي او تراعي احوال المواطنين ، ومااكثر الفقراء والمعدمين الذين تم قطع الكهرباء عنهم من قبل اصحاب المولدات لانهم لايمتلكون تسديد الاموال.

وتعاني الغالبية من العوائل من التعامل السيء من قبل مالكي المولدات الاهلية فترة تسديد الاجور نهاية الشهر , واحيانا يتم الاضراب عن تشغيل المولدات في بعض المحافظات باتفاق اصحابها.

الطرف الأكثر تضرراً هو المواطنين، كونهم يدفعون أموالاً دون مقابل أو بالأحرى يحصلون على مقابل اقل من استحقاقهم، إذ يدفع المواطنون أجوراً في الفصول الأخرى نفس فصل الصيف وترتفع أوقات الأزمات وباستمرار في بعض المناطق؛ للمولدات الأهلية في فصل الشتاء دون تقليل الأجور مع كون التجهيز في مثل هذا الفصل جيد من قبل الحكومة ، فأصبح المواطنون يشعرون بالظلم.

يجب ربط الأجور بعدد ساعات التجهيز ومغادرة مسألة الإجحاف والظلم وتحقيق الاطمئنان والاستقرار لدى للطرفين ، وعلى اصحاب المولدات ان يتعاملوا بانسانية ويساعدوا الفقراء والمحتاجين وان يقللوا اسعار الامبيرات ويجب ان تكون هناك محاسبة وغرامات وتعليمات من الحكومة لاصحاب المولدات المخالفة الذين يتجاوزن على الاسعار المقرره ، لا ان تكون هناك مساومات ورشاوي تسكت المسؤولين ويكتفوا بالتنديد واصدار التعليمات التي لاتنفع.
ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار