الدينية

السيد الشهيد قدس سره الشريف والعلاقة الألهية

وديع العتبي “..

عندما نقول للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) لأننا واقعًا لا ندرك سر العلاقة بينه وبين الله ولكن ما يكشف سر هذه العلاقة هو تلك التوفيقات التي حصل عليها الصدر في تطبيق تكليفه الشرعي وعلى كافة الأصعدة والمستويات وقد استطاع ان يؤثر في القواعد الشعبية ويسير بها نحو الهداية والصلاح وهذا في حد ذاته يعتبر من اعلى درجات التوفيق والتسديد الإلهي في هذه الحياة الدنيا
وأبرز تلك التوفيقات :

أولًا: الجانب العلمي فقد استطاع ان يصل الى اعلى مستوى علمي قياسًا بأقرانه من العلماء وقد امتاز بقلمه واسلوبه الذي اعطى للمكتبة الإسلامية عمقًا فكريًا واسعًا في التفسير والأخلاق والفقه وما وراء الفقه والفضاء والفلك والطب وقد افترض فقه للمستقبل مع تطور العلم والتقنية وهذا التمايز الذي انفرد به الصدر يعطي اشارة واضحة على ان الصدر هو الأعلم في زمانه وبعد زمانه لحين ظهور الإمام الحجة ابن الحسن (عليه السلام) .

ثانيًا: التصدي لقيادة المجتمع في عصر ندر فيه المتصدين لوجود النظام السياسي الحاكم والذي اتخذ من الحوزة وعلمائها عدوًا له حيث جعل السجون تمتلئ بالعلماء والخطباء ورجال الحوزة العلمية وقد قتل منهم عشرات وقد كان الشهيد الصدر احدهم حيث الإعتقال من قبل جلاوزة النظام والسجن والتضييق والتهديد المستمر بين الحين والأخر الإ انه استطاع ان ينفذ الى المجتمع رغم كل المصاعب والحالة التعسفية التي كان يعيشها المجتمع الشيعي بشكل عام ورجال الحوزة والعلماء بشكل خاص ومع كل هذا وذاك خرج الى الساحة الشرعية والجماهيرية وقد استطاع ان ينهض برجال الحوزة من الشباب ويشحذ هممهم من اجل النزول الى المجتمع المنغمس بالرذائل والشهوات وقد استخدم أسلوبًا نادرًا في الوصول الى جميع الأسر والعوائل والشباب من خلال الرسائل الإستفتائية والتي تحاكي جميع الشرئح المجتمعية والإنسانية بكافة مستوياتها حتى المرأة والطفل والمجنون والعامل البسيط والطبيب والموضف والعالم في الفلك ورجل الدين والغجري والمسيحي وقد تعدى خطابه الإستفتائي جميع الأديان والطوائف وقد دعى الى وحدتهم ورص صفوفهم لنصرت الإسلام والإنسانية.

ثالثًا: وهذا مما لم يستطع الوصول اليه عالمًا او مجتهدًا على مدى سنوات طويلة من التأريخ وهو إقامة صلاة الجمعة في العراق بما يقدر (سبعون جمعة او اثنان وسبعون منتشرة في جميع الأقضية والنواحي في عموم العراق وهذا الأمر احدث نقلة نوعية في العراق والتشيع لأن صلاة الجمعة مع انها فريضة عبادية إلا إنها وباعتبارات اخرى يعتبرها الطواغيت من الحكام تمردًا عليهم ولسانًا ناطقا ضد فسادهم وحكمهم الظالم إلا إن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر أقامها بنفسه وهو يعلم إنها كذلك وسوف تؤدي إلا مقتله بالنهاية ولكن كأني به يقولها كجده الحسين (عليهما السلام) في عرصة كربلاء (إن لم يستقم دين محمد إلا بقتلي فياسيوف خذيني) وهاهو الصدر يقول(ان لم تستمر صلاة الجمعة الا بقتلي فيا رصاصات الغدر خذيني)وكذلك هو القائل (سلام الله عليه)(استمروا على صلاة الجمعة حتى لو مات محمد الصدر) فهو يعلم علم اليقين ان هذا الامر هو إقامة صلاة الجمعة سوف يؤدي او استشهاده وقد ضحى بنفسه وولده من اجل احياء الفرائض المعطلة ومنها صلاة الجمعة التي تعتبر الصوت الإسلامي الحنيف والشيعي الناطق بالحق ضد الباطل واهل الباطل وهو القائل مخاطبا الرئيس المقبور (صدام ابن ابيه)كلا كلا للظالم كلا كلا للشيطان ،وهو الذي رفع شعار كلا كلا لأمريكا واسرا،،،ئيل وبرطانيا وعتبرهم الثالوث المشؤوم الذي يريد تهديم الاسلام والمسلمين ونهب خياراتهم من خلال استعمارهم والتطبيع معهم نعم انه الصدر المتصدر الذي احيا فينا الفرائض المعطلة كالقضاء بين المتخاصمين وزيارة عاشوراء والخامس عشر من شعبان في ولادة صاحب الزمان والتي منعها النظام المتغطرس الظالم وزيارة امير المؤمنين في وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم وكذلك شعيرة اللطم والعزاء من على منبر الكوفة المعظم ليحي في النفوس حب آل محمد بعد ان ابتعد الكثير عنهم صلوات الله عليهم اجمعين فهو قد جاء مختلف عنا في كل شيء سلام الله عليه .
وجعل من منبر الكوفة منبرًا للإصلاح يخاطب من خلاله
السدنة الفاسدين والسلوكية المنحرفين والقضاة المرتشين والموظفين ويكشف فساد الدولة البعثية ونظامها المتشرذم الطائفي حتى بدأ النظام السياسي الصدامي يسانده الثالوث المشؤوم للتخطيط لقتله وإنهاء كل ما قام به من احياء للفرائض ومنها صلاة الجمعة التي اصبحت اكبر خطر يهدد بزوال البعث وقيادته الظالمة وبالفعل وبعد إقامته لصلاة الجمعة الخامسة والأربعون في مسجد الكوفة المعظم والتي دعى فيها الغجر الى التوبة والتي كنت حاضرًا فيها وقد رافقت سيارته كحماية انا ومن معي من الطلبة والمؤمنين وكان معنا السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله ذهب الى منزله وقد عاد ليصل المغرب والعشاء في صحن أمير المؤمنين عليه السلام حتى عاد الى البراني والذي بجوار الصحن الشريف حضر عنده بعض الشعراء والمؤمنين وكأنه يوم قد علم به يوم الوداع وبعدها خرج الى المنزل ومعه ابنائه السيد الشهيد مصطفى الصدر مسؤول القضاء الشرعي والسيد الشهيد مؤمل الصدر مسؤول الإشراف العام على صلاة الجمعة في العراق وكانت النجف آنذاك تعج بالجلاوزة البعثين واجهزة النظام القمعية ومنها رجالات قصي الملعون ابن الرئيس المقبور وماهي الا دقائق وحين ذهابه الى منزله واذا برصاصات الغدر تنهال عليه وعلى ابنائه حتى سقطوا شهداء مضرجين بدمائهم من اجل الدين والمذهب والعراق .

السلام على السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر حين ولد وحين احيا فرائض الاسلام المعطلة وحين استشهد .
السلام على الشهيد السعيد مصطفى الصدر حين ولد وحين استشهد وحين يبعث حيًا
السلام على السيد الشهيد السعيد مؤمل الصدر حين ولد وحين استشهد وحين يبعث حيًا.
السلام على الشهداء الذين استشهدوا من أجل ثورة الصدر
السلام على شهداء الحوزة العلمية الناطقة
السلام على شهداء صلاة الجمعة المباركة
السلام على محبي الصدر وطلابه وناصريه
السلام على قواعده الشعبية ومقلديه
السلام على انصاره ومريديه
السلام على المستمرين على نهجه تحت ظل قيادة ولده السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله المصلح لهذا الزمان.

رحم الله من نادى وا محمداه ومرجعاه على الدنيا بعدك العفو يانور العيون .

ولدك الذي مازال على نهجك ولن يحيد عن ذلك ابدآً

الشيخ
وديع العتبي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار