مقالات

وجه اميركا بعد زوال البوتوكس !؟

بقلم ✍️عمر الناصر/ كاتب وباحث سياسي..

يستقتل الكثير منا لتحقيق احلامه من خلال الخوض في تجربة جديدة او المغامرة بعملية انتقال نوعية لوضع افضل مما هو عليه ، ويضحي الكثير منا باغلى مالديه لغرض الوصول الى ارض الاحلام من اجل العيش في ازقة مدينة افلاطون الفاضلة ، التي يتمنى الكثير من الوصول اليها يوما ما ، وربما يكون ذلك على حساب البعض من مبادئه ورصانة مرتكزاته ، وقد يكون مضطراً للتعامل والتعايش مع واقع حال اجبر عليه رغم ارادته او يكون العكس ، حلم العيش في بلد له من المميزات ما يحلم به الكثير ممن لم يجدوا أوطانا تأويهم او حتى تُرَبِتْ على اكتافهم المتعبة .

بالرغم من قرار اختيار العيش في بلد متطور ومتقدم عسكرياً وتكنولوجياً كأميركا، الا اننا لازلنا نرى وجود ذات الشرخ العنصري الذي لم تستطع جميع الحكومات المتعاقبة ان ترمم جدرانه الداخلية او تساهم في اعادة بناءه من جديد ، بلد لديه اكبر مخزون من المشاريع والمساهمات الخارجية، لدعم المشاريع الانسانية المتعلقه بنشر الديموقراطيه وحقوق الانسان في العالم ، من خلال دعم المنظمات الدولية المانحة لبث مفاهيم عصرية تنمي وتؤسس افكار التعايش السلمي والحفاظ على الامن المجتمعي في مناطق النزاع ، ابتداءاً من الحرب الاهليه في راوندا وانتهاءا باحتلال العراق عام ٢٠٠٣، كل ذلك يأتي من اموال دافعي الضرائب الاميركيين ، ورغم كل ذلك فأننا مازلنا نرى وجود هوة كبيرة وفجوة عميقة لم يستطع الساسة في مراكز الفكر الامريكية من معالجتها.

ماتعيشه واشنطن من تفكك وامراض مجتمعية هي ليست طارئة قطعاً ، لكونها متجذرة منذ ايام مارتن لوثر كينغ ومحاربة التمييز العنصري الذي انتهجه البيض في تعاملاتهم مع ذوي البشرة السمراء، استطيع وصفه بكرة النار التي بدأت تتدحرج باتجاه منحدر خطير، ستتوقف قطعاً عند حدود فرض القانون ولكنها لن تتوقف نفسيا وايدلوجياً لدى الصنف الثاني من المجتمع لتزيد التشقق والتصدع بين ( مكونات )المجتمع الاميركي ، نعم … سأقول هذه المرة كلمة مكونات مثلما غرسوا هذا المفهوم لديناً وبدأوا بالترويج له بصورة ناعمة ومبطنة من خلال ادواتهم في الداخل ، هذه الكرة لن تتوقف عند حدود حرق المحال التجارية وسرقتها فحسب كالتي طالت المؤسسات والمباني العامة والخاصة في العراق بعد عام ٢٠٠٣ ، بل على العكس من ذلك فأن حقيقة تماسك المجتمع هناك هو عبارة عن عصى الخيزران قوية بغلافها الخارجي وفارغة جوفاء من الداخل ، وبالتالي سيظهر الوجه الحقيقي للديموقراطية الاميركية بعد مرور فتره من حقن الفيلير والبوتوكس .

انتهى …

خارج النص/ بدعة وكذبة المكونات بدأت في امريكا وستنتهي هناك ..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار