مقالات

الشجاعة والتحديات العالية لدى الشرطة العراقية.

العميد الحقوقي ثامر عبد الكريم الحمداني

الشجاعة والتحديات العالية لدى الشرطة العراقية..

العميد ثامر عبد الكريم الحمداني

تعد الشرطة العراقية، رديفاً للجيش، فدورها لا يقل أهمية كونها تحفظ الأمن والاستقرار الداخلي، وتقدم الشهداء والتضحيات على اختلاف تشكيلاتها.

تعود بدايات تأسيس قوات الشرطة العراقية، كانت بموجب بيان ما يسمى /البوليس/ رقم (72) لسنة 1920، من المشاة والخيالة والهجانة وضباط عراقيين و(92) مفوضاً من الهنود والعراقيين وغيرهم و(71) موظفاً بريطانياً و(22) ضابطاً بريطانياً.
وفي عام 1921، عندما تم تشكيل الحكومة العراقية، أصدرت وزارة الداخلية العراقية، أمراً بتشكيل قوة من الشرطة والتي اعتبرت أول نواة للشرطة العراقية، بعدها بعام تم تعيين مدير شرطة لكل لواء من ألوية العراق مع عدد من المعاونين له.
وكان التعاون متواصل بين الضباط العراقيين والبريطانيين بشأن تدريب القوة وتعيين واجباتها وتحديد المسؤوليات حتى عام 1927، وبعد عقد معاهدة عام 1930 بين العراق وبريطانيا، انتقلت المسؤولية التنفيذية بكاملها إلى أيدي الضباط العراقيين وبقي عدد من الضباط البريطانيين انحصرت أعمالهم في النواحي الاستشارية والتفتيشية.
وفي عام 1932 أرسلت بعثات من الضباط في كل دفعة للتدريب في كلية الشرطة في لندن، لرفع الكفاءة ودراسة شؤون إدارة الشرطة، وفي عام 1940 صدر قانون خدمة الشرطة وانضباطها رقم /7/ لسنة 1941 حيث ألغي بيان البوليس رقم /72/ لسنة 1920 ونظام البوليس العثماني النافذ.
بعد سقوط النظام السابق في عام 2003، أعيد تشكيل الشرطة العراقية بدعوة ضباط وأفراد الشرطة إلى الالتحاق بدوائرهم السابقة، وحدث تغيير جديد بتشكيلات الشرطة العراقية ولكن بالواجبات والمهمات السابقة، وتم استحداث تشكيلات جديدة للشرطة العراقية بموجب “النظام الفيدرالي الاتحادي الديمقراطي” الذي بنيت عليه الدولة العراقية بعد عام 2003، وأهمها تشكيل الشرطة الاتحادية التي كان لها الدور الكبير والمؤثر في حفظ الأمن والاستقرار بعموم البلاد، وكان دورها كبيراً وواضحاً بالحرب ضد الإرهاب، حيث قدم أفراد الشرطة وخاصة تشكيل الشرطة الاتحادية، مجاميع من الشهداء والمصابين للحفاظ على حرمة البلد ووحدته واستقراره.
وهنا لابد ان نستذكر التضحيات الكبيرة التي قدمتها تشكيلات الشرطة من أجل أمن المواطنين والسهر لحماية الأمن الداخلي وتعزيز الاستقرار في البلد، وكذلك دورهم المساند في الحرب على داعش الإرهابي، إلى جانب المهام التي يضطلعون بها في التخصصات المعنية بتوفير الخدمات المطلوبة للمواطنين في يومياتهم ومعاملاتهم”.
أن الواجبات المناطة على عاتق الشرطة والتضحيات التي يقدمونها في سبيل المواطنين، تستدعي بذل الجهود من أجل الارتقاء بالمستوى المهني والتدريبي والقانوني، وتوفير أفضل الوسائل والتجهيزات الضرورية وبما يسهم في تسهيل وتطوير مهام عملهم، ومواكبة التحديات الجسيمة التي ترافق أداء واجباتهم، ويوفر أفضل الخدمات للمواطنين.
إن “قوى الأمن الداخلي بجميع أصنافها وتشكيلاتها لعبت دوراً وطنياً في معارك التحرير، وقدَّمت التضحيات الغالية، وقاتلت بشجاعة، وأدت دوراً متميزاً في مسك الأرض والتعاون مع المواطن في مرحلة مهمة وحسّاسة، وبذلت جهوداً تستحق الإشادة والتكريم في فرض الأمن ومواجهة التحديات التي يمرُّ بها العراق، ولا بدَّ من العمل على تعزيز قدراتها المهنية وتمكينها من الوسائل المتطورة والحديثة للارتقاء في أداء مهامها”.
إن رجال العراق الأقوياء، هم سور الوطن ودرعه المتين، بدمائهم سطروا أروع قصص البطولات والتضحية، فوجودهم ينبت بداخل النفوس الطمأنينه .. تسعة وتسعون عاماً وهم يحملون على أكتافهم هموم المواطنين، رجالٌ سهروا من أجل إرساء الأمن، مسطرين أروع الملاحم والبطولات في التضحية والشجاعة وحماية الوطن والمواطن، عبر أهمية دور الشرطة العراقية، ووقفتها الجادة بجانب الشعب العراقي بمختلف منعطفاته، إذ أثبتت وبكل الظروف الصعبة أنها من أبناء هذا الشعب العظيم خدمة لبلدنا العزيز، وأن يكونوا عنواناً كما عهدناهم سيفاً قاطعاً ضد كل من تسول له يده العبث بأمن العراق وحيثما كانوا على أرض الوطن، لذا لابد بضرورة تقديم الدعم والإسناد لهم لضمان تمكنهم من إنجاز المهمات والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم في تعزيز الأمن وخدمة المواطنين ومكافحة الجريمة المنظمة، والارتقاء بالعمل والمسؤوليات بما يكفل حفظ الحريات وكرامة المواطنين وفقاً لمبادئ الدستور والقوانين .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار