المحلية

كلا ثم كلا للاستبداد السياسي

🖋 *الشيخ محمد الربيعي*
قال الامام الصادق ( عليه السلام ) لاصحابه :
[[ اتقوا اللّه وكونوا اخوة بررة متحابّين في اللّه، متواصلين، متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه‏ ]].
الاستبداد السياسي هو الانفراد بالسلطة، ومعنى استبد به: أي انفرد به يقال: استبد بالأمر، يستبد به استبداداً إذا انفرد به دون غيره .
ويكتسب الاستبداد معناه السيئ في النفس من كونه انفراداً في أمر مشترك، فإدارة الأمة وولايتها تعود إليها برضاها، فإذا قام أحد وغلب الأمة وقهرها في أمر يهمها جميعا، وانفرد بإدارتها دون رضاها، فقد وقع في العدوان والطغيان.
وهذا الاستيلاء والسيطرة على أمر الأمة دون رضى منها يفتح أبواب الظلم والفساد وضروب العدوان وهو ما يسمى “الاستبداد السياسي”.
فالاستبداد السياسي هو التغلب والاستفراد بالسلطة، والسيطرة التامة على مقاليد الدولة واغتصابها من الأمة دون مشورة و رضى منهم.
والاستبداد جزء من الطغيان وليس مرادفا له .
والكلام هنا واقع بما الزمت الامة على نفسها من قوانين الحكم والاختيار ، والا الحكم الذي تراه الشريعة بالاصل هو مخالف لما تطرحه الانظمة اليوم ، ولكن الكلام فيما اختارته الامة ضمن مسيرتها هي في اعداد الحكم وانظمة الدولة .
محل الشاهد :
يوما بعد آخر إلى انفراد متزايد لا فقط على مستوى القرار بواسطة الأوامر الرئاسية المحصنة من كل طعن بل حتى على مستوى التفكير والتخطيط لحاضر البلاد ومستقبلها ..
اليوم بحاجة الى توحيد الكلمة من كافة الاطراف السياسية ، و التوجه الى بناء حكم مشترك على اساس الكفائة و النزاهة و مايكون بذلك نفع الى البلاد و العباد ، وترك الشقاق و التنافر و عدم الاتفاق ، فاكيدا في ذلك ( شغف و سعادة لقلب الاحتلال و اتباعه ) ، و المطلوب ان نرفع شعار ( العراق محتاج لجميع ابناءه ) ، ونعمل على اساس وحدة متكاملة ، هدفها الاول و الخير وحدة العراق و سعادة شعبه دون النظر لانعزال السياسي او الانفراد السلطوي ، و ماشابه من الافكار التي تؤدي بنا الى الانشقاق و التفرق ….
نرجو ممن تصدى للعملية السياسية ان يجعلوا مصلحة العراق هي الاولى و الاولى ، و يتصالحوا و يتفقوا ويراجعوا قول الامام علي ( عليه السلام ) :
[ لقد علمتم أنّي أحقّ الناس بها من غيري، وواللّه لأسلمنّ ما سلمت أُمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلّا عليّ خاصة» .
فان المبدأ ان نعمل وفق مصلحة وحدة الامة ، و توحدها ، لانجعل الامة بين مؤيد و بين نافر ، يتقاتلون في مواقع التواصل الاجتماعي بما يجعل القلوب متباعدة متنافرة ، كارهة بعضها بعضا …
ان الدين بذمتكم
المذهب بذمتكم
العراق بذمتكم
اللهم انصر العراق و شعبه

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار