مقالات

الاعلام ذخيرة الحرب النفسية !؟

بقلم ✍️ عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي..

المهنية في وسائل الاعلام الحيادية هي من اهم ركائز المبادئ العامة للعمل المهني التي يسير عليها الاعلام،حتى وان اكتنفه جانباً من التسييس الممنهج ، سيكون هنالك قطعاً تأثير واضح لانعكاسات ورؤى التيارات السياسية على هذا المفصل الحيوي، لانه بمثابة انتظار أستخدام ورقة رابحة ربما تنتفي الحاجة اليها عندما تبدأ عوامل الطقس بازالة الوانها.

وهبنا الله العقل فاحتفظنا به ووضعناه في خزانة ذهبية مقفلة لكي لا يتضرر ، مع العلم انه الشيء الوحيد في الوجود اذا تم استخدامه زادت قيمته ، واذا اهملناه وحافظنا على بقاءه جديد ستنخفض وتقل فائده المادية او المعنوية ، على اعتبار ان استمرار المحافظة على اهمية الاشياء ومكانتها الاعتبارية او الوجودية ينبع اولاً من حماية جدرانها الخارجية خوفاً من ان تطالها عوامل التعرية والتصدع ، التي قد تتعرض لها اذا ما كانت الظروف المحيطة تدفع بإتجاه الضغط على مكابح ضعفها.

عند خوض اي حرب عسكرية فأنه لايمكن التفكير واحصاء عدد الرصاص او الذخيرة المستخدمة فيها،وعندما نريد تحقيق انتصار سياسي ومعنوي حقيقي حتى وان كانت هنالك خسارة عسكرية ثقيلة على الارض، فينبغي التفكير اولاً بتسليط الضوء على اكثر النقاط ايجابية في ادارة تلك الحرب ، لغرض صرف الانظار عن نقاط الضعف ومكامن الخلل الموجودة والتي تُمكن الخصوم من الاجهاز عليها واستغلال ثغراتها ، لان زمن الحروب التقليدية قد تغيرّ واصبحت الدول والاقطاب المتصارعة تؤمن بالانتصارات الاعلامية تسير جنباً الى جنب مع الانتصارات العسكرية على الارض ، من اجل الخروج على اقل تقدير بسمعة دولية تستطيع ان تتبجح بها عند المناورة او عندما يحين وقت التبرير والقاء الحجة على الاخرين. موضوع تغيير قناعاتهم لكسب الحروب اعلامياً وصناعة رأي عام موجه ربما تكون مهمة صعبة ,وهذا ما لمسنا جزءا منه في الحرب الروسية الاوكرانية ، لان الحرب الايدلوجية تعني فكر مقابل فكر، والحرب النفسية تعني اعلام مقابل اعلام، وبالتالي فأن الحرب العسكرية والاعلام هما توأمان متلاصقان لايمكن فصلهما عن بعض..

انتهى …

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار