العربي والدولي

الكشف عن رسالة مخفية تركها رائد فضاء ’أبولو 16’ على سطح القمر

لا يعتبر رائد الفضاء الأميركي، تشارلز ديوك، الذي شارك في رحلة “أبولو 16” إلى القمر، أصغر رائد فضاء تطأ أقدامه القمر فحسب، بل هو الوحيد الذي اصطحب عائلته كاملة في تلك الزيارة التي جرت عام 1972.
  
ديوك البالغ من العمر اليوم 87 عاماً، خطى أول خطواته فوق سطح القمر حين كان بعمر الـ36 عاماً، ليصبح أصغر إنسان في التاريخ يمشي على سطح القمر، وهو رقم قياسي ما يزال يحتفظ به حتى اليوم.
حين كان ديوك يجهز نفسه لمهمة السفر في الفضاء وصولاً إلى سطح القمر، مع بعثة أبولو 16، اتخذ قرارًا باصطحاب زوجته وطفليه معه إلى هناك، بالتأكيد الأمر ليس مزحة، كما أنه ليس حقيقيًا.
خلال وجوده على سطح القمر، اختار أحد الزوايا، وترك فيها صورته العائلية، وكتب على ظهرها: “هذه عائلة رائد الفضاء تشارلي ديوك من كوكب الأرض الذي هبط على القمر في 20 أبريل 1972”.
في مقابلة صحفية معه عام 2015، قال ديوك، إنه كل ما كان يريده هو إخبار أطفاله أنه ترك صورتهم على سطح القمر بالفعل.
رغبة ديوك التي نفذها، جاءت فكرتها من غيابه الطويل عنهم بينما كان يحضر لرحلته الفضائية مع طاقم أبولو 16، فبينما كانت عمليات التدريب تجري في ولاية فلوريدا، كانت عائلة ديوك تقيم في هيوستن، ولم يتثنّ له إمضاء وقت كبير معهم.
وخلال توديعهم، يقول ديوك، إنه سأل طفليه فيما إن كان يودان الذهاب معه في تلك المغامرة، ليقوم بالتقاط صورة عائلية، لتتمكن العائلة بأكملها من مشاركته مغامرته الفضائية آنذاك.
مضى خمسين عاماً منذ خطا ديوك على سطح القمر، آثار أقدامه لم تتغير على الأرجح، إلا أن الصورة ربما لا تكون اليوم في أحسن حالاتها بسبب الظروف الجوية هناك.
في مقابلة أخرى لديوك مع الصحافة، قال، إن درجات الحرارة في القمر ترتفع شهرياً إلى 400 درجة، وفي الليل تنخفض للصفر، وبالتالي فإن هذه العوامل الجوية ربما أثرت كبيراً في الصورة، لدرجة أنها قد تكون قد تلاشت.
لا يمكن للأقمار الصناعية القمرية، رؤية الصورة، كون الصورة صغيرة جداً، وبالتالي لا يمكن إيجاد أي وسيلة لتحديد مصيرها، إلا بزيارة فضائية جديدة إلى القمر، والبحث عن الصورة في الموقع الذي تركها فيه ديوك.
أمضى ديوك مع طاقم رحلة أبولو 16، 71 ساعة على سطح القمر، أجروا خلالها ثلاث عمليات سبر على سطحه، وقادوا مركبتهم الفضائية لمسافة 26.7 كيلو متر، جمعوا خلالها 95.8 كيلو غرام من عينات الصخور التي عادوا بها إلى الأرض لدراستها.
لم تخلُ المهمة من بعض التشويق، يقول ديوك في لقاء صحفي معه عام 2016، إن خاتم زفاف زميله في المهمة كين ماتينجلي، ضاع على سطح القمر، بحثوا عنه طويلاً دون أن يجدوه.
استمر البحث طويلاً دون جدوى، وكاد خاتم الزفاف أن يبقى على سطح القمر مع صورة ديوك العائلية، قبل أن يتم العثور عليه مصادفة، فبينما كان ديوك في اليوم التاسع للمهمة يقوم بنزهة على سطح القمر، لفت انتباهه وجود شيء ذهبي صغير، حاول التقاطه إلا أن الحلقة الذهبية بقيت تبتعد حتى ضربت مؤخرة رأس ماتينجلي، وتمت العملية بنجاح وأمسكا بالخاتم بعد 3 دقائق من المحاولات.
عاد طاقم أبولو 16 إلى الأرض، في 27 نيسان 1972، وبحوزتهم خاتم زفاف ماتينجلي، بينما بقيت الصورة العائلية مجهولة المصير حتى يومنا هذا.
 
“موقع أراجيك”

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار