السياسية

رسالة عاجلة لدولة رئيس الوزراء !؟

رسالة عاجلة لدولة رئيس الوزراء !؟

بقلم ✍️ عمر الناصر/ كاتب وباحث سياسي

منذ مدة ليست بالقليلة وانا اراقب عن كثب تكرار حوادث خرق السيادة العراقية التي بدأت تتحول الى كابوس يؤرق المواطن وخلايا سرطانية تنهش بالجهاز المناعي للدولة ، تجاوزات بدأت تأخذ صدى اوسع وردود افعال من قبل الشارع اكبر واكثر من ردود الافعال الرسمية الخجولة المكتفية بالتنديد او الشجب، في وقت لايخفى على دولتكم أن الامن والاستقرار الداخلي في العراق لا يمكن يتحقق في ظل غياب عوامل ومحددات تمكين السيادة العراقية ، التي لا تستند على الهدوء النسبي بالعلاقات الدولية بل بالتنسيق المشترك والايمان الكامل والمطلق بإحترام مبادئ حسن الجوار وفقاً للمصالح المشتركة بين البلدان، لُبنة اساسية لتشييد جدار سيادي اسمنتوفولاذي قادر على حماية الدولة من الاخطار والتحديات الخارجية التي قد تتعرض لها بعض الاوقات ، لان اي اعتداء سافر سيكون بمثابة تحدي حقيقي لحرفية وذكاء القائمين على السياسة الخارجية، وهي اختبار اجباري للقدرات الواقعية لصولجان صناع القرار والمسؤولين لغرض وابراز معالم الوجه الحقيقي لهذا الملف، بل ان جميع مفاصل الدولة العراقية ستخضع لاختبار جرأة اتخاذ القرارات الصارمة حيال تكرار التجاوزات التي تقوم بها الدول الإقليمية مع العراق، ابتداءاً من التجاوز على الصيادين العراقيين وانتهاءاً بتكرار القصف والتوغل داخل المدن والقصبات العراقية،في الوقت نفسه فأننا اليوم بأمس الحاجة إلى مراجعة حقيقية لحسن النوايا من جانب العراق التي لم يعد لها موطئ قدم مع تلك الدول، وانما ينبغي ان تكون لنا رؤية حقيقية ثاقبة وارادة سياسية داخلية قوية للتمترس بالقوانين والاعراف الدبلوماسية التي تحمي المواطن وتنظم التعامل بين دول الجوار الجغرافي.

دولة الرئيس .. لايخفى على جنابكم ان الاعلام دوماً مايسلط الضوء على اهم القضايا المحورية التي تمس طبيعة تعاملات الدولة مع العالم الخارجي ، ومنها الزيارات المكوكية التي قام بها المسؤولين العراقيين إلى دول الجوار منذ التغيير عام ٢٠٠٣ ولحد كتابة رسالتي هذه، التي استطيع وصفها بأنها كانت زيارات بروتوكولية ومجاملات اكثر من انها زيارات تعالج قضايا ومشاكل جوهرية مهمة بلهجة اقوى ليست كالتي معتادة عليها تلك الدول، زيارات تختلط احيانا مع مشاكل متجذرة مابين دول الجوار التي لا يمكن للعراق ان يتحمل تبعاتها ، وجولات وتحركات يقول البعض بأن الفائدة الاكبر منها كانت تصب في مصلحة تلك الدول اكثر من مصلحة العراق، لانه تم من خلالها تفعيل ملفات واتفاقيات كان من المفترض ان تأتي اهميتها بالدرجة الثانية في سلم الاولويات مقارنة مع القضايا الحساسة والمفصلية التي تساهم في رفع الاقتصاد وتمكين السيادة العراقية، لاسيما ان ملف تدهور الزراعة وازمة المياه مع تركيا وايران هما القشة التي سوف تضرب عمق الاستقرار في العراق، قبل ان يأتي اليوم الذي يدخل فيه شعار “برميل نفط مقابل برميل ماء” حيز التنفيذ ، ناهيك عن ملف تواجد حزب العمال الكوردستاني PPK التي اتخذت تركيا منه ذريعة لاجتياح الاراضي العراقية، وحجة الزمت فيها الحكومة الى اتخاذ الصمت كأن على رأسها الطير تجاه الخروقات السافرة وقصف المناطق الحدودية في كوردستان العراق، ربما يصفها البعض بسبب وجود اتفاقيات تسمح لتركيا بالتوغل داخل العراق ، من مبدأ الاستناد الى بنود الدستور الذي يقضي بمنع استخدام الاراضي العراقية لشن اي عدوان عسكري على الدول الاقليمية، التي يشير لها البعض ويصفها بأنها تدخلات احرجت المطبخ السياسي امام الشعب وامام المجتمع الدولي ربما.

دولة الرئيس … استفسارات وأسئلة يتمنى الشارع العراقي ان يحصل من خلالها على اجابات شافية ووافية من دولتكم الموقرة على اعتبار بأنكم تمثلون اعلى قمة لهرم السيادة العراقية ، من باب الشفافية وحرية التعبير عن الرأي التي كفلها الدستور، لمكاشفة الشعب بما يدور في اروقة السياسة الخارجية التي تأن من اوجاع وروماتيزم عالي بدأنا نشعر به فعلياً من خلال تلك التجاوزات المتكررة، وعليه بات من المُلِحْ جداً اعادة النظر في خلق وتأهيل مفاوضين محنكين وبارعين قادرين على ان يكونوا غدد لمفاوية مناعية لجسد الدولة العراقية بعد ان فشلت بإبرازهم واعلاء شأنهم بعض الكتل السياسية ،ليكونوا لديهم القدرة على الولوج بأسرار وتفاصيل المباحثات وانهاء المفاوضات لصالحنا قبل بدأها، ولغرض اعادة رسم المسار الصحيح للدولة العراقية الحديثة ، وتقوية دعائم الحكم الرشيد الذي يعيد السيادة الوطنية الى صدارة النفوذ العربي والإقليمي.

انتهى …

خارج النص/ دخول القوات التركية ربما سيحمل مفاجأت مستقبلية للاستحواذ على بعض الاراضي العراقية بعد انتهاء معاهدة لوزان .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار