السياسية

حزب الدعوة الإسلامي يصدر بياناً بذكرى ولادة الإمام الحسن (ع) : ضرورة الالتزام بتعاليم الإسلام ورؤيته السياسية

((وان_بغداد))

أصدر حزب الدعوة الإسلامي، اليوم السبت، بيان بذكرى ولادة الإمام الحسن (ع)، مؤكداً على ضرورة الالتزام بتعاليم الإسلام ورؤيته السياسية.

فيما يلي نص البيان :-

بسم الله الرحمن الرحيم
( الإمام الحسن (ع): ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم).

منهج الحوار والتشاور بين الناس واقامة العلاقة الطيبة مع المحبة تنتج الرشد والثقة والتفاؤل والاتفاق فيما بينهم للوصول الى الحلول المطلوبة، حيث ينسب للإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) قوله :
“رأس العقل معاشرة الناس بالجميل”.

ان الأسلوب الناضج الذي يتميز بالنصح وصدق التعامل والاتفاق عبر الحوار والتفاهم بعد التوكل على الله عز وجل، يحفظ الحقوق والكرامة والأمن والسلام أفضل من سياسة المناورة ذات الأبعاد السياسية المخفية والتي تضمر العنف والاعتداء على القيم والمبادئ الحقة.
قال الإمام الحسن(ع):
” أيها الناس إنه من نصح لله وأخذ قوله دليلا هدي للتي هي أقوم، ووفقه الله للرشاد، وسدده للحسنى”.

ان الإصلاح الحقيقي هو التأليف بين الناس بالمودة وضد المخاصمة والفرقة والخلاف والضغينة والعدوان والابتزاز، وليس مصطلح “الإصلاح” والذي يطرح باستمرار في الكثير من المواقع للاستهلاك المحلي والدعاية والغش قادر على إقناع الآخرين بالإصلاح المنشود.

الميزات الكبيرة التي تمتع بها الإمام الحسن (ع) هي التي جعلت المسلمين يتسابقون لبيعته في الكوفة والبصرة والحجاز واليمن وفارس ومناطق أخرى في 23 شهر رمضان عام 40 هـ ليكون خليفة المسلمين الخامس بعد شهادة الإمام علي (ع) بيومين.

وما أن علم معاوية بن أبي سفيان وأتباعه بهذه البيعة بدأوا بَحَبكِ المؤامرات والفتن وشراء الذمم لتقويض خلافته، الأمر الذي حال دون استمراره في الخلافة لأكثر من (6) أشهر.

شخص الإمام الحسن (ع) بحكمته السياسية أبعاد الفتنة وسقوط الكثيرين في فخ المال والموقع الذي وعدهم به معاوية، وهذه مشكلة متزامنة مع الحكم جابهت الانسان في كل زمان ومكان!! حيث يقع الانسان ضحية عبادة المال والمنصب مسترخصا مبادءه وقيمه العليا ووطنه ومقدساته.

المصلحة الإسلامية العليا في اتخاذ الموقف الصحيح للواقعية السياسية التي عاشها الإمام جعلته يوافق على معاهدة الصلح مع معاوية في 26 ربيع الأول سنة 41 للهجرة.

الصلح ليس تنازلا عن الحقوق، وإنما حكمة وحنكة سياسة لتهيئة الأرضية المناسبة والظروف الملائمة السليمة لتحكيم العدل بين الناس، ولرفض الظلم والاستبداد والتشويه للدين الإسلامي القويم، حيث اخترقت العقيدة الاسلامية للأمة من قبل المندسين الذين صنعوا الفتن بطرح أحاديث نبوية كاذبة أو مشوهة وروايات تاريخية غير صحيحة مع الإغراءات المالية والمواقع التي غيرت توجه وطباع والتزام الكثير من المسلمين، بحيث أصبحوا بحاجة للإصلاح وإعادة تأهيلهم ليميزوا بين الحق والباطل.

أرتبط تصدي الإمام الحسن (ع) بأخيه الأمام الحسين (ع) ارتباطا وثيقا لتشخيص المرحلة وصنع القرار والموقف والآثار المترتبة على ذلك.

ولد الإمام الحسن المجتبى (ع) سبط رسول الله (ص)، أبن أمير المؤمنين الإمام علي (ع) وأمه سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (ع) في 15 شهر رمضان عام 3 هجرية (4 آذار 625 ميلادي)،

وأصبح إماما للمسلمين في السابعة والثّلاثين من عمره في 23 شهر رمضان عام 40 هـ ، بعد شهادة الإمام علي (ع) بيومين.

عاش الأمام الحسن (ع) في كنف جده خاتم الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى (ص) لمدة سبع سنوات من عمره الشريف،
وصفه جده محمد (ص) مع الإمام الحسين (ع) قائلا: “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة” و

” الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا”.

اشتهر الإمام الحسن (ع) بكرمه وسخائه وجوده ولقب بـ ” كريم أهل البيت”.

نستلهم في ذكر ولادته الميمونة، ضرورة الالتزام بتعاليم الإسلام ورؤيته السياسية وتعميقها وترسيخها في ضمير الأمة لكي لا تتأثر بعمليات دول الزيف السياسي والإعلامي والاجتماعي التي يمارسها أعداؤنا والعاملون والمطبلون لمشاريعهم بوعي أو بغير وعي للتمويه والتشويه والخداع والتضليل،

والعمل على التربية الأخلاقية الحميدة للناس في السلوك والتعامل الطيب بعلم ووعي وإخلاص ونزاهة لتأهيل الانسان المصلح والأمة المحبة للتغيير.

وليد الحلي
14 شهر رمضان 1443
16 نيسان 2022

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار