الرياضية

كأس العالم بنكهة سياسية في مجموعة إيران والولايات المتحدة إلى جانب إنجلترا

((وان_بغداد))
إذا لم تكن طاولة مفاوضات سياسية مستديرة، أين تجتمع إيران مع الولايات المتحدة؟ هي الرياضة مجدداً. فقد أوقعت قرعة مونديال قطر 2022 في الدوحة الجمعة، منتخب إيران في المجموعة نفسها مع الأميركيين، في تكرار لسيناريو كأس العالم 1998.
  
وحلّ المنتخبان في المجموعة الثانية إلى جانب إنكلترا والمنتخب الفائز من ملحق أوروبي قد يكون ويلز أو أوكرانيا أو اسكتلندا.
وسبق للمنتخبين أن التقيا في مونديال العام 1998 في فرنسا، ضمن منافسات المجموعة السادسة، وحققت إيران حينها فوزاً تاريخياً 2-1، كان الانتصار الأول لها في النهائيات.
سجّل لإيران حينها حميد إستيلي ومهدي مهدفيكيا، في جيل معروف في الكرة الإيرانية ووجهه الأبرز علي دائي.
 
خلط الرياضة بالسياسة 
نزال جديد ثان في كرة القدم ولكن ليس الأول في الرياضة التي شهدت مؤخراً موجة اقتحام سياسي مع العقوبات التي فرضتها هيئات رياضية دولية عدة على روسيا، عقب غزوها لأوكرانيا.
وبالتالي، فإن هذه المباراة ستحمل في جعبتها كل الملفّات الإقليمية العصيبة ومظهر الدبلوماسية الدولية.
منذ قطع العلاقات، اتخذت العلاقات بين البلدين منحى المواجهة بالسياسة. وشهدت زيادة في التوتر خلال عهد دونالد ترامب (2017-2021).
وقبل نحو عام، بدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق 2015 حيال برنامج إيران النووي (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات في فيينا بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة التي انسحبت أحادياً منه في 2018، سعياً إلى اتفاق جديد.
لكنّ المفاوضات تعرقلت بسبب شروط مستجدّة وضعتها روسيا ربطاً بالعقوبات التي فرضها الغرب ردّاً على غزوها أوكرانيا. وما أن تحقّقت المطالب الروسية حتى أزيلت هذه العقبة وبدا الطريق شبه سالك أمام التوصل لاتفاق لدرجة أنّ واشنطن قالت قبل نحو أسبوعين إنّها “قريبة” من تحقيق اختراق.
وانسحبت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشكل أحادي من الاتفاق في 2018، لكنّ الرئيس الديموقراطي جو بايدن الذي خلف ترامب في 2020  أبدى رغبته في العودة الى الاتفاق، بشرط أن تعود طهران للامتثال لكامل الالتزامات التي تراجعت عنها في أعقاب انسحاب واشنطن منه.
تواجه البلدان رياضياً بكرة السلة في أولمبياد طوكيو الصيف الماضي. كان أيضاً ثاني المواجهات في اللعبة.
 
مجرد مباراة
وفي مسرح الرياضة، دائماً ما يُنظر إلى المواجهة كباب للدبلوماسية.
ذلك لأن “دبلوماسية كرة الطاولة” قبل 50 عاماً لا تزال عالقة في الأذهان، حينما استقل الأميركي غلين كوان من طريق الخطأ حافلة المنتخب الصيني، عندما كان البلدان على خلاف عميق ذلك الوقت، وشكّلت منعطفاً تاريخياً لبدء تطبيع العلاقات.
لكن تبدو الأمور اليوم أكثر تعقيداً من تلك الفترة التاريخية.
لذلك، ورغم أن المواجهة السياسية بين البلدين لطالما اتخذت من دول أخرى مسارح لعملياتها، فإن الملعب اليوم رياضي بامتياز.
وقال مدرب المنتخب الأميركي غريغ بيرهالتر عقب القرعة “لقد كان ذلك في الماضي. كان ذلك قبل 24 عاماً وما يهمنا هو ما سيحدث”.
وأضاف “لقد كانت مباراة حيث أعتقد أننا لم نلعب فيها بشكل جيد وانتهى الأمر بالخسارة. عليك أن تمنح الإيرانيين الكثير من الفضل في الطريقة التي لعبوا بها وروحهم خلال المباراة”.
وتابع “كرة القدم قادرة على تجاوز أكثر مما هو سياسي وكانت ودية في الملعب. كانت الزهور (البيضاء التي قدمها الإيرانيون للأميركيين)  لفتة لطيفة، لكن العالم كان يرى شيئاً آخر ونحن نرى هذه المباراة مجرد مباراة في كأس العالم”.
 
“فرانس برس”

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار