مقالات

انتبهوا و لاتغفلوا عن حرب المخدرات

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات من المشكلات التي تؤثر في بناء المجتمع وأفراده لما يترتبُ عليها من أثارٍ اجتماعية واقتصادية سيئةٍ تؤثر على الفرد والمجتمع، كما أنها ظاهرة اجتماعية مرَضيةً تدفع إليها عوامل عديدةً بعضها يتعلق بالفرد والبعض الآخر بالأسرة والثالث بالبناء الاجتماعي ككل ممّا يشكل تهديداً لكيان المجتمع ، ويساهم في عرقلة البناء الاجتماعي والتنمية الاقتصادية.
في هذا الإطار فإن فهمنا للإثار الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات لا يتم بمعزلٍ عن فهمنا للإسباب المودية للتعاطي، حيثُ لا يمكن لنا أن نفهم مشكلة تعاطي المخدرات من منظور آحادي الجانب، بل يجب أن نفهمها في إطار شمولي متكامل حتى يسهلُ علينا تحديد الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تقود الأفراد، والأسر، والمجتمع إلى تعاطيها.
محل الشاهد :
▪️عرف المخدر اصطلاحا : هي كلُ ما يؤثرُ على العقلِ فتخرجه عن طبيعته المميزة المدركة الحاكمة العاقلة، ويترتب على الإستمرار في تعاطيها الإدمان فيصبحُ الشخص أسيراً لها. في تعريفٍ آخر تعرف بأنها المواد التي تخدر الإنسان، وتفقد وعيه، وتغيبه عن إدراكه .
▪️وعرف المخدر علميا :
المخدر هو مادة كيمائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم، وهي ترجمة لكلمة( Narcotic) المشتقة من الإغريقية ( Narcosis) التي تعني يخدر أو يجعله مخدراً.
▪️وعرف المخدر قانونيا :
يطلق لفظ المخدرات قانوناً على مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويحظر تداولها أو زراعتها، أو صنفها إلا لأغراض يحددها القانون ولاتستعمل إلا بواسطةِ من يرخص له .
▪️السؤال المهم ماهي الاسباب التي تؤدي بالفرد و المجوعة لتعاطي المخدرات ؟
أن الأفراد يلجأون إلى تعاطي المخدرات لإسبابٍ عديدة معظمها راجع إلى الوهم والجهل وسوء الفهم ومن هذه الأسباب مايلي:-
الحصول على اللذة أو السرور وكما معروف فإن هذه الحاله دائماّ تكون وهمية ومؤقتة.
الظروف الاجتماعية والأسرية غير المناسبة مثل: التفكك الأسري أو انحراف أحد الوالدين، ورفقةِ السوء والعادات الخاطئة.
الهروب من بعض ضغوط الحياة ومشاقها، ومن بعض مظاهر  سوء التوافق الشخصي أو الاجتماعي في البيت أو المدرسة أو العمل.
نبذ الآبوين للطفل أو المراهق وتهربّ الأب من مسؤولياته، وانعدام طموحات الأبوين بخصوص مستقبل الطفل، وحدوث صراعات مستمرة بينهما أمام الأطفال أو المراهقين.
انخفاض الوازع الديني لدى الفرد، وعدم قيام الإسرة أو المدرسة أو المجتمع بإبراز الأوامر والنواهي الدينية المتعلقة بالمخدرات للأفراد على نحوٍ مناسب.
التعامل السيئ من جانبِ بعض وسائل الإعلام مع موضوع المخدرات وتعاطيها حيثُ تترك الفرصة لغير المتخصصين للكلام عنها بشكل غير علمي.
▪️اذن بعد كل ذلك علينا ان نبحث ماهي الحلول لمعالجة قضية المخدرات
باختصال وابتعادا عن التفاصيل نقول يجب ان يشكل فريق عمل يعملُ على محاربة المواد المخدرة ، و القضاء على التعاطي الذي يفتت كيان المجتمع ،و ينهشُ في جسد الأمة، ويدمرُ كل من يقع فريسة لهذه الجرثومة القاتلة.
وفريق العمل هذا لا يتكون فقه من الاجهزة الامنية ، بل يتكون من الطبيب البشري ، و الطبيب النفسي ، و الأخصائي الاجتماعي….فكلهم مطالبون بجهود فردية وقائية و مجموعية نحو ، التوعية بالأضرار الخطيرة المدمرة للأفراد والأسر والمجتمعات، وخاصةً الأمراض الفتاكة التي تسببها جرثومة الإدمان القاتلة، وما يترتب على ذلك من أضرار اجتماعية، واقتصادية.
زيادة الإهتمام ببرامج التوعية، الثقافية والدينية والترفيهية والاجتماعية لأسر المتعاطين ومن يخالطونهم، وإشراكهم في إعداد هذه البرامج، ومدى الفائدة التي تعود عليهم من هذه البرامج التي تهدف إلى الوقاية من الإدمان.
تثقيف أسر المتعاطين وتوعيتهم بالعوامل والدوافع المؤدية للتعاطي، لوقاية باقي أفراد الأسرة من التعاطي، ولإشراكهم في التعاون مع فريق العمل في جهودهم الوقائية من الإدمان.
تثقيف وتوعية آفراد أسر المدمنين بالأمراض الخطيرة الجسمية، والنفسية، والعقلية، ونتائجها النفسية والاجتماعية لحماية الأفراد والأسر من الوقوع فريسة لجرثومة الموت الفتاكة، التي تفتك بالأفراد، والأسر، والمجتمع.
متابعة فريق العمل للحالات التي تمت مساعدتها، للتأكد من نجاح الجهود الفردية الوقائية في هذا المجال.
فالكل مطالب بالتدخل ابتداءا من الاسرة ، وزارة التربية ، وزارة العمل و الشؤون الاجتماعية ، وزارة الثقافة و الاعلام ، وزارة الصحة ، وزارة الداخلية ، النقابات و مؤسسات المجتمع المدني و المؤسسات الدينية ، فالكل له دور في تخليص البلد من هذه الحرب ، التي اطلقنا عليها حرب لاننا نراها موجه الى العراق بالعمد ، و ليست القضية عفوية بتا
نسال الله نصر الاسلام و اهله
نسال الله نصر العراق و شعبه

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار