مقالات

العنصرية الاميركية ونسخة الحواسم الأصلية !؟

بقلم ✍️عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي..

مهتم جداً بمتابعة اخبار المتغيرات في السياسة الخارجية الامريكية وتأثيراتها على الشرق الاوسط على وجه الخصوص، ولم اهتم بالدخول بتفاصيل الشأن الداخلي لهم على الرغم من ان هنالك ارتباط وثيق بين السياستين الداخلية والخارجية وبين مايدور من احداث وتطورات في الشرق الادنى وداخل المنطقه العربية، وما يشدني اكثر هو قراءة ما الت اليه نتائج استراتيجية اليهودي هينري كيسينجر مهندس السياسة الخارجية الذي يعد رائدًا في سياسة الانفراج الدولي مع الاتحاد السوفيتي السابق ، الذي سبق وان نسق انفتاح العلاقات الأمريكية مع الصين وانعكاساتها على الدول الاخرى ولم اكترث بل لم يستهويني يوماً ان افكر بزيارتها على الرغم من سهولة وتوفر الامكانيات والسبل لدي في حال تبلورت رغبتي بالسفر الى هناك .

المجتمع الامريكي لم يخضع اطلاقاً لاختبار المواطنة ولو بشكل مبسط ولا لتجارب الصبر والمطاولة الا في الاعلام الذي يظهر بالعادة الوجه المتحضر فقط ويخفي الوجه المليئ بالعنصرية والبربرية والدليل وقوف مارتن لوثر كينغ ضد سياسة التمييز العنصري التي انتهجها البيض تجاه البشرة السمراء او الداكنة منذ تأسيسه لحركة الزعامة المسيحية الجنوبية حتى اغتياله في ٤ نيسان ١٩٦٤.

التشدق في التصريحات الاعلامية تتبع بالعادة ارتفاع وانخفاض منسوب طبيعة النبرة والاوضاع السياسية ومقياس سخونتها او برودتها فالديموقراطية الاميركية ارادت ان تظهر للعالم انقى وأبهى نموذج للمجتمع المدني ولتكون ايقونة يحتذى بها بين ديموقراطيات العالم ، وبنفس الوقت تكون مسحوق الفُلفُل الذي يثير عطاس الكثير من الانظمة الديكتاتورية والملكية في الشرق الاوسط وشمال افريقياً، ولتكون تجربة تصدير الديموقراطية بضاعه منافسة لتجربة تصدير الثورة الايرانية التي بدأت عام ١٩٧٩ والقياس قطعاً مع الفارق مابين الاثنين.

اذا عملنا مقارنة بسيطة بين الطبيعة المجتمعية لدينا و لدى الغرب سنجد بأن هنالك اختلاف كبير وشاسع لايمكن الاندماج بينهما ووجود هوة وفجوة تعمل هالة البروبوغاندا الاعلامية تقليصها لتستخدم ذلك في تكبير حجم الوهم لدى المتلقي لكونها تلعب دوراً محورياً واساسيا في جعل الحواس متفقة مع بعضها على ان الثقافة الامريكية هي نموذج فريد ينبغي تقليده والسير على خطواته ، والمطلع عن كثب على الداخل الامريكي سيجد قطعاً مجموعة من علامات التعجب والاستفهام والتناقضات التي تضرب ادق مفاصل الواقع هناك وان خدعة الامان الذي يعيشه الشعب الاميركي استطيع وصفه “بالامان الهش” والارض الرخوة لان مصيره يعتمد اعتماداً كلياً على وجود عنصر الكهرباء فأذا انطفأت وحل الظلام تحولت تلك الحضارة التي عمليات سرقة وسلب ونهب ممنهجة وهمجية لايستطيع حتى رجال الكوماندوز والمارينز والفرقة ١٠١ المجولقة المحمولة جواً من ان تعيد الاستقرار والاوضاع الى طبيعتها السابقة.

لايمكن المقارنة بين دولة تحتوي على عدد كبير من المهاجرين مثل اميركا على سبيل الحصر ودولة اخرى اهلها اصليين مثل العراق او اي دولة اخرى تحكمهم ثقافة متجذرة وعادات وتقاليد متشابهة ومشتركة يلعب المجتمع المدني والعشائري دور في تقويم الخطأ ومعالجة الاخطاء ولكل قاعدة شواذ قطعاً، لكونها تختلف كلياً عن تلك التي تجمعت من اصول وخلفيات مجتمعية مختلفة فأصبحت على اثرها دولة لان حقيقة الامر لايمكنها ان تسمح بوجود ثغرة ولو بسيطة تُضعِفْ من القانون لان ذلك سيؤدي حتماً الى تهديد للامن والسلم المجتمعي غير متناسين الكثير من الحقائق المتعلقة بالتركيبة الجينية لديهم المتعطشة للعنف المفرط حتى في تعاملات المواطنين في الحياة اليومية .

وليس بغريب ان نسمع ونرى ثم نقارن صور تكسير اقفال المحلات التجارية في مينابوليس قبل اكثر من عامين ونقارنها بعملية كسر المارينز لاقفال دوائر الدولة العراقية عام ٢٠٠٣ ، وهذه الحادثة هي نتيجة طبيعية لازدواجية الديموقراطية التي ينتهجها العم سام والتي قام بنقلها الى العراق وحاول تصديرها الى دول الخريف العربي ، مستغلاً وجود بيئة سياسية خصبة ومناسبة لزرع مثل هذه المفاهيم لاجل تحقيق بعض الاهداف الغير منظورة ذات الاستراتيجيات البعيدة المدى.

ان وهم وخدعة الدفاع عن حقوق الانسان والتمييز العنصري الذي يقابله صمت مطبق من المجتمع الدولي ازاء الانتهاكات الجنسية في سجن ابو غريب ومن القرارات الفردية التي تتعلق بشن الضربات العسكرية الامريكية وتجويع الشعوب تحت مسمى معاقبة الحكومات لمنع انتشار الاسلحة النووية ماهي الا مزحة سمجة واستغفال واضح من الغطرسة الامريكية وضحك على ذقون الانظمة العربية لان طبيعة المجتمع المتحضر لديهم عبارة عن مشهد فيلم هوليودي اقل مايقال عنه بانه أمن داخلي هزيل ومتصدع يعاني من روماتيزم وهشاشة في عظام بلد المهاجرين الذي كان من الاولى انشغالهم بعلاجه قبل الانشغال بإيجاد الحلول لبلدان اخرى لكون فاقد الشيء لايعطيه .

انتهى …

عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي

خارج النص / مينابوليس هي ابسط نموذج ومثال من مئات الحواسم الامريكية …

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار