السياسية

الحلبوسي والخنجر وعصى الخيزران ؟

بقلم ✍️عمر الناصر/ كاتب وباحث سياسي..

بدأت الصورة تتضح اكثر بعد ان شارف الغرماء تقريباً في المكوّن السني من اعادة بلورة افكارهم ورؤاهم واخذت الشخصيات السياسية الموجودة لديهم بأخذ لون جديد من التفاهمات لرسم خارطة طريق ستدخل حيز التنفيذ ربما ، وعلى ما يبدو انها ستكون مختلفة كلياً هذه المرة عن جميع التحالفات الكلاسيكية المستهلكة التي دخل بها السنة منذ قرار مشاركتهم في العملية السياسية، اخذين بنظر الاعتبار الوزن السياسي وعدد المقاعد التي هي بلاشك لها الكلمة الفصل في تحديد اتجاه بوصلة الاهداف المستقبلية القادمة للمشاريع التي سيُتفق عليها بعد ان فتحت الانتخابات الماضية باب مجلس النواب الخلفي لمغادرة الكثير من الرموز السياسية السنية والشيعية المصابة بجنون العظمة وهلوسة الانتهازية والغرور لتبرز بذلك زعامتين بعد ان شهدنا تخمة وافراط من كثرة المتحدثين بأسم السنة .

في الوقت ذاته نرى تقلص ملموس في عدد الاحزاب السنية التي كان لها تأثير حقيقي في صنع القرار ونرى ان منسوب ارتفاع وانخفاض ضعف الثقة وحجم الهوة والفجوة الموجودة داخل البيت السني قد اخذت بالانكماش تدريجياً واقل مما هو عليه الحال في البيت الشيعي ، بأمكاننا ان نلمس ذلك بصورة واقعية من خلال امرين الاول مرونة وسرعة تقريب وجهات النظر بين حزب تقدم وتحالف عزم بتأثير من العوامل الخارجية والمحلية على الرغم من حدة وسخونة التصريحات الاعلامية قبيل الانتخابات ،والثاني اندثار وتراجع واضح لتأثير الايدلوجيات الاسلامية السنية بسبب تحول مذاق وايمان الشارع السني بمدنية الدولة في المرحلة المقبلة وبالتالي اصبح تأثير المرجعية السياسية لديهم حتى اكثر من تأثير المرجعية الدينية لهم.

هنالك مرحلة جديدة وحساسة قد بدأت فعلياً على اعتبار ان اعادة المراجعة والتقييم والايمان الحقيقي بالتجديد بدأت طلائعه تظهر تدريجياً من الكتل السنية الذين هضموا الوجبة الدسمة من تجربة مقاطعتهم الانتخابات عام ٢٠٠٥ واخذوا درساً بليغاً وقاسياً من سقوط وتدمير مدنهم من قبل داعش عام ٢٠١٤ ، ليكون تقدم الحزب الحديث الولادة والنشأة قد استطاع سحب البساط من تحت اقدام الكثير من نسور السنة الذين فقدوا تأثيرهم بالكامل بالشارع هذا اليوم والدليل على ذلك الخسارة التي منيت بها احزابهم وابتعادهم من الظهور في الاعلام على اعتبار انهم لم يتمكنوا من الحصول حتى على مقعد واحد يؤهلهم لان يتبارزوا به مع الاخرين داخل مجلس النواب ، بذلك ينحصر التمثيل الحقيقي للناخبين السنة مابين السيد الحلبوسي التي تعد مهمته اليوم خطرة وحساسة للغاية خلال الاربع سنوات القادمة تكون اما بالبقاء في فلك الازاحة السياسية الناعمة لتولي زعامة ابدية وبداية لصعود طاقات شبابية جديدة مؤمنة بالتغيير او انكسار حقيقي يتيح للقوى الخاسرة اعادة ترتيب اوراقها على ركام الاخفاقات التي قد تصيب المشاريع المستقبلية التي قد تحصل اذا لم تكن هنالك جدية في الاداء واعادة البناء.

مهمة السيد الخنجر استطيع تشبيهها بنفس المهمة الحساسة الملقاة على عاتق الفائزون الجدد الذين سيتمترسوا بمشروعهم داخل جبهة المعارضة على اعتبار ان لديه مشروع كان قد دعى اليه منذ فترة طويلة ( المشروع العربي ) والذي مازال يسعى الى تحقيقه لكون لديه علاقات جيدة ومتوازنة داخل العمق العربي والاقليمي ويتمتع بالوزن السياسي والاقتصادي ايضاً اذا ما اتيحت له فرصة تسنم مركز رفيع ومرموق داخل الكابينة الحكومية القادمة في حال رغب بذلك، وبالتالي سيبقى السؤال قائماً ويدور بأروقة الغيبيات هل سيكون تحالف الخنجر والحلبوسي انتقالة نوعية تساعد على لم شمل البيت العراقي ام اننا نستطيع وصفه بتحالف عصى الخيزران صلد من الخارج وخاوي من المحتوى؟

انتهى …

عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار