العربي والدولي

البيت الأبيض: بايدن سيحمل ترامب مسؤولية خاصة عن أحداث الكابيتول قبل عام

قال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، إن دونالد ترامب “شن هجمات لا هوادة فيها” على المؤسسات الأميركية في السنوات الأربع الأخيرة بلغت “ذروتها” الأربعاء الماضي، محملا إياه المسؤولية عما حصل من شغب الأربعاء الماضي.
وأضاف، خلال كلمة من معقله في ويلمينغتون في ولاية ديلاوير عقب تأكيد الكونغرس فوزه رغم اقتحام مناصري ترامب مبنى “الكابيتول”، أن الفوضى التي خلفها أنصار ترامب هزت أسس الديمقراطية في الولايات المتحدة.
وفي الوقت ذاته، دعا الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أول من أمس، إلى “المصالحة وتضميد الجراح”، منددا بـ”هجوم مشين” شنه مناصروه على مقر الكونغرس.
وفي شريط فيديو اعتمد فيه لهجة مختلفة تماما، قال الرئيس الجمهوري إنه “ساخط إزاء أعمال العنف” التي ارتكبها مئات من أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكابيتول. وأضاف “لقد عشنا للتو انتخابات شديدة الوطأة والعواطف ما تزال جياشة، لكن ينبغي التحلي بالهدوء”، في حين أنه واصل خلال شهرين تأجيج بذور الانقسام من خلال الحديث عن نظريات المؤامرة. ولم يأت خلال هذه الرسالة على ذكر تحمله أي مسؤولية في أعمال العنف هذه.
وأكد “ينصب تركيزي الآن على ضمان انتقال هادئ ومنظم وسلس للسلطة. هذه المرحلة تتطلب تضميد الجراح والمصالحة”، من دون أن يقر صراحة بهزيمته أمام الديمقراطي بايدن في الانتخابات الرئاسية.
وكان ترامب الذي تزداد عزلته يوما بعد آخر، أمضى نهاره بعيدا عن الإعلام، وهو محروم مؤقتا من وسائل التواصل الاجتماعي وترك للناطقة باسم البيت الأبيض مهمة التنديد باسمه بأعمال العنف “المروّعة والمستهجنة والمخالفة للقيم الأميركية”، وفي المقابل، دعا مسؤولون ديمقراطيون في تصريحات عالية اللهجة إلى تنحيته.
ورأى زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور تشاك شومر “أن ما حصل في الكابيتول يشكل تمردا على الولايات المتحدة بتحريض من الرئيس”. وأكد “لا ينبغي للرئيس أن يبقى في منصبه ولو ليوم واحد بعد الآن”.
ورأت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، من جهتها، أن تنحية دونالد ترامب “أمر ملح يرتدي أهمية قصوى”.
وهما حثا نائب الرئيس مايك بنس مع غالبية أعضاء الحكومة على اعتبار دونالد ترامب “غير أهل” لتولي مهام منصبه استنادا إلى التعديل الخامس والعشرين في الدستور الأميركي.
ودعا النائب آدم كينزينغر إلى سلوك هذا الطريق وهو أول جمهوري يقوم بذلك علنا، معتبرا أن ذلك “يصب في مصلحة” الديمقراطية في الولايات المتحدة.
إلا أن مايك بنس لا يؤيد، على ما يبدو، اللجوء إلى هذا التدبير لأن من شأنه تأجيج التوتر، على ما صرح مقرب منه لصحيفة نيويورك تايمز. وفي حال لم يقدم بنس على ذلك، يمكن للكونغرس أن يباشر إجراءات إقالة، على ما أكد شومر وبيلوسي.
وعكفت مجموعة من النواب الديمقراطيين التحضير لعرض بنود لتنحية الرئيس. وكان يفترض أن يكون هذا الإجراء شكليا، إلا أنه تحول إلى “تمرد” وإلى “شبه انفصال”، على ما قال بايدن، عندما هاجم حشد من مؤدي ترامب الكابيتول وتسببوا بوقف النقاشات. وتوفيت امرأة من المقتحمين وعنصر شرطة في أعمال العنف. وتفيد وسائل إعلام بأن ثلاثة أشخاص آخرين قضوا أيضا في ظروف لم تتضح بعد.
وأظهرت الصور الملتقطة داخل المبنى العريق التاريخي أعضاء في الكونغرس يضعون الأقنعة الواقية من الغاز وعناصر شرطة يشهرون أسلحتهم ومتظاهرين يحتلون مكاتب برلمانيين. وقد استقال رئيس شرطة الكابيتول ستيفن سوند من منصبه بعد تعرضه لانتقادات كثيرة لإدارته الوضع.
وباشر القضاء تعقب المسؤولين عن الاقتحام. وقال المدعي العام الفدرالي في واشنطن مايك شيروين إن 55 إجراء قضائيا بوشر في غضون 36 ساعة”. وأكد “هذه مجرد بداية”، موضحا أن مئات من الموظفين يتتبعون وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد هوية المشاركين في العملية.
وقالت ديفوس في رسالة موجهة إلى دونالد ترامب “لا يُمكن إنكار أن خطابكم كان له تأثير على الوضع، وهذا كان نقطة تحول بالنسبة إلي”. وقد استقال كذلك ميك مالفاني موفد الولايات المتحدة إلى إيرلندا الشمالية، وهو قال في مقابلة مع “سي ان بي سي”: “لا يمكنني البقاء بعد ما حدث (الأربعاء)”. وأعلن أعضاء عدة في مجلس الأمن القومي استقالتهم كذلك. وقد أعرب السناتور الجمهوري لينسدي غراهام المقرب من ترامب عن قلقه من هذا النزيف وحثهم “على البقاء. فنحن نحتاج إليكم أكثر من أي وقت مضى”.
ويتولى جو بايدن السلطة في مرحلة صعبة في التاريخ الأميركي، إلا أنه سيتمتع بصلاحيات شبه مطلقة لمدة سنتين على الأقل بسبب سيطرة الديمقراطيين على مجلسي الكونغرس.-(أ ف ب)

وكالات

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار