مقالات

هل لديك تفسير ياسعادة السفير!؟

‎‏

‎بقلم ✍️ عمر الناصر/ كاتب وباحث سياسي..

‎تجولت في الكثير من دول العالم و تعرفت على الكثير من المجتمعات والشعوب وعملت مقارنة في حينها مابين الكثير من الثقافات ، والتقيت بالعديد من الشخصيات على الصعيد السياسي و الدبلوماسي او حتى الثقافي ،البعض منهم من تسنم مناصب رفيعة لكن هيئتهم الخارجية توحي بأنهم شخصيات بسيطة للغاية والبعض الاخر اناس عاديون قد تم تعطيل جهاز تلقي الصدمات الموجود لديهم واصبح خارج عن الخدمة بشكل كامل تسبب بفقدان حاسة الاكتراث بأهمية الاشياء.

‎قد افقد حاسة الشم والتذوق بعض الاحيان وهي ليست بأعراض سارس او كورونا على الاطلاق بل هي جاءت بسبب اصطدامي بالكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي تطرح نفسها بقوة على واقع الجاليات العراقية في بعض دول المهجر،لذلك اقول ينبغي بي ان اشغل الحاسة السادسة لتبدأ من خلالها مجساتي وقرون الاستشعار لدي بالتعويض عن الحاستين المفقودتين انفاً اللتان يساعداني على فهم الواقع المرير الذي حان الوقت لتصحيحه او معالجته بشكل فوري.

‎لا احد يختلف على ان الاعراف والتقاليد الدبلوماسية هي شيء مقدس ينبغي المحافظة عليها والاعلاء من شأنها، وان مهمة موظفي السفارات والبعثات الدبلوماسية هي قضية حساسة للغاية على اعتبار ان عملية انتقاء العاملين بهذا المفصل يختلف كلياً عن طريقة التوظيف التقليدية المتبعة في مفاصل ودوائر الدولة الاخرى سواء كانت في الوزارات والمؤسسات الرسمية او الخاصة ، نستثني قطعاً من ذلك السفارة الاميركية داخل المنطقة الخضراء ( استغفر الله بلا تشابيه ) على اعتبار انهم ( الملاّچة ) ويعدون انفسهم من حبال المضيف ،لذلك نجد هنالك تمحيص وجودة حقيقية وتقييم عالي المستوى وفلترة فعلية عند الاقدام على خطوة اختيار المرشحين لشغل المناصب الادارية في السلك الدبلوماسي في اي دولة بالعالم.

سأختصر الحديث رغم السفسطة التي قد نراها موجودة في بعض زوايا ما اود قوله ، مع ذلك عذرا يا سعادة السفير لا أعرف كيف أوصف لك امتعاض ابناء الجالية العراقية في المهجر الذين يعانون من اختلال هرمونات اللياقة وضعف الذوق لدى البعض من طواقم السفارات وخيبة الامل التي اراها قد ملئت وجوه اغلب المغتربين الذين كانت لهم شرف زيارة هذا الجزء الذي يذكرهم بطرگاعة ومأسي الوطن، وكأن بعض الموظفين الموجودين في السفارات يرون ان المواطن العراقي الذي يزور سفارة بلده هو مواطن درجة ثالثة وعدو ينبغي اذلاله والانتقام منه بأي وسيلة ممكنة، في حين نرى تعامل نفس الموظف عند انتهاء اوقات العمل الرسمي خارج اسوار السفارة يكون مختلفا تماماً والابتسامة الصفراء والحمراء تملئ وجهه ان صح القول .

اغلب المواطنين في الخارج ليسوا بحاجة لأن يزوروا السفارة العراقية لكونهم يمتلكون جنسية البلد الذي يعيشون فيه ولكن لسوء حظهم العاثر جعلهم يحتاجون ويحنون بعض الاحيان لان يكحلوا اعينهم برؤية الروتين الكلاسيكي او لاجل استنشاق هواء التعقيدات في انجاز المعاملات التي اصبحت بمثابة الماركة المسجلة بأسم الوطن الام ، ومن سخريات القدر التي جعلت بعض الموظفين في تلك السفارات ممن يتحكمون بمصائر الناس يتجنب الرد على هاتف السفارة مما يضطر المواطنين الذين يسكنون على بعد عشر ساعات ان يقطع عمله الذي يؤثر على دخله المادي ويؤجل التزاماته ويسير بمئات الاميال الذي كان بأمكانه ان يختصر ذلك لو تكرم الموظف ابو عيون گريئة بالاجابة على هاتف السفارة.

بل الادهى من ذلك احدى السفارات قد لفت العلم العراقي المعلق على باب السفارة وكأنها تريد ان توحي للناس بأن السبب في ذلك هو قوة الرياح بل ليذكرني هذا التصرف بالذئب الذي اتهموه بدم يوسف وحاشى “الهواء المُعلب” من هذا التصرف الخبيث ، لأنني اجزم بأنها حركة غير بريئة على الاطلاق من اناس غير وطنيين بل منهم اغبياء تتحكم بهم مزاجيتهم ونرجسيتهم وعنجهيتهم المفرطة في التعامل مع هيبة وسمعة بلدهم في تلك الأراضي.

وان التصرفات التي تبدر من أي شخصية لا شك انها تترجم على انها تصرفات فردية، ولكن إذا ما تم تسليط الضوء عليها واضافة جزء من التوابل الهندية الاصلية لغرض تجيبرها بطريقة خبيثة من قبل الاعلام الاصفر المدلل انذاك سوف تكون هي حركة مسيسة خصوصاً إذا ما تم استثمارها بطريقة شيطانية، لذلك اقول بات من الضروري جدا الغوص بأعماق هذا الجزء المهم والحيوي من اجل لفت انظار الحكومة والقائمين على السفارات في جميع دول العالم على ان يظهر من يمثلها بالمظهر اللائق الذي يبرز الثقافة الاصيلة التي تبرز الوجه الحقيقي للعراق.

الجميع يعي بأن عملية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب هي من أولى أولويات جودة السياسة الخارجية وان اعادة أعداد القادة والقائمين على هذا المفصل هو تعزيز لقدرات وهيبة الدولة وقوة اضافية لها لأن السفارة هي عبارة عن تمثيل حكومي ودولة داخل دولة أخرى تستطيع تعبيد الطريق قبل اجراء اي مفاوضات كخطوة تمهيدية للدخول في اي تعاون سياسي او اقتصادي مشترك بين الدول ، وموضوع اختيار اناس لا يستطيعون التفريق بين ابجديات التعامل الانساني والوظيفي في هذا السلك حصراً هو إخلال بالقيم والأعراف الدبلوماسية على اعتبار أن السياسة الخارجية هي الغدد اللمفاوية وجهاز المناعة الذي يعزز من سيادة الدولة في مواجهة التحديات قبل حدوثها وان اختيار شخص غير مناسب لهذة المهمة بمثابة تسليم سلاح لمجنون.

اذا اردنا ان نلقي نظرة دقيقة علي سفارات الدول ونقيم حجم الخلل الموجود في سفارات العراق سنجد الكثير من التساؤلات والانتقادات التي يطرحها المغترب هناك ، لنقول هل كانت البعثات الدبلوماسية العراقية موفقة بصورة فعلية في تمثيل العراق والجالية العراقية في المهجر؟ وهل ان الاوان بأن تكون لدينا القدرة على تحمل المسؤولية وإخراج الگرعة و ام الشعر من هذا المأزق التي ادخلتنا به المحاصصة لكي نقول بأننا قادرين على تحقيق اولى مبادئ دولة المؤسسات والعمل على إعلاء شأن المواطن العراقي في المهجر وفي داخل العراق كما هي قيمة المواطن الاخر في الدول المجاورة أو بقية دول العالم علنا نحصل على تفسير ياسعادة السفير !؟

انتهى …

خارج النص/ لعبة الكراسي هي دليل كبير على ان المنصب زائل والبقاء لمن يؤمن بالعطاء ..

‎‏

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار