الدينية

فضل العالم على العابد

.
العلامة حازم الأعرجي..
قال تعالى في سورة الزمر ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9].
﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) نجد أن الساحة القدسية ركزت تركيزآ عميقآ على طلب العلم فالآيتان التي بدأنا بهما. لهن دلالة واضحة وجلية على ضرورة طلب العلم فالأولى صريحة بأن العالم لايستوي مع غيره .وغيره ربما يكون عابدآ ناسكآ زاهدآ . فمهما وصل بالعبادة فلا يصل مرتبة العالم
والآية الثانية .صريحة أيضآ بأن العلم يرفع صاحبه درجات وذلك لأن بالعلم نعرف التكاليف وكيفية الوصول إلى الله تعالى .
وبالعلم تحيى الشرائع و تداوى الأمراض النفسية الموجودة في المجتمعات.
أما العابد المتنسك وهو يحمل شيء جميل .
لكن لابد أن يكون بعلم فعبادة من غير علم فربما تسلك به مسالك الشبهات .من هنا ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ).(فضل العالم على العابد كفضل القمر في ليلة البدر على سائر الكواكب)
وفي حديث آخر عن رسول الله (فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد)
لأن العالم يعرف مسالك الشيطان فيحذر الناس منها وأما العابد فهو سهل على الشيطان لأنه لم يدرس علوم أهل البيت التي تنجيه من مخالب الشيطان وحباله لكم من عابد متنسك يصلي صلاة الليل ويصوم المستحب لكنه.
.يتجر بالربا ولا يعلم
. يأكل الحرام ولا يعلم.
صلاته غير صحيحة
وضوئه باطل
يعادي اهل الله لكن بجهالة
لا يفعل المحرمات بداعي الشهوة لكنه يفعلها بداعي الجهل.
فأفضل عبادة هي عبادة عن علم
كما ورد في الروايات(..نوم على علم أفضل من عبادة على جهل.)
فهذه دعوة للمؤمنين أن يتفقهوا في دينهم حتى تكون عبادتهم صحيحة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار