السياسيةمقالات

موخيكا والاسلام السياسي ..!؟

بقلم ✍️ عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي..

قيل سابقاً عند الشدائد تُعرف الاخوانُ … المفهوم العام لهذه الحكمة يكمن جوهره في جودة العلائق الانسانية والاجتماعية بين الناس وكيفية ارتقاءها الى المستويات النبيلة او تدنيها الى مستويات الرذيلة فيعتمد ذلك بلاشك على طبيعة ميولهم وتعاملاتهم تجاه اقرانهم، استناداً الى عوامل نموها وامكانية تطورها والاحساس بمسؤولياتها تجاه نفسها والتي قد تصل في عظمتها احياناً لدرجة قيمة الماس.

جميع البدايات هي جميلة ولكن كثيراً ماتتغير قناعاتنا بوقت قصير تجاه بعضنا البعض فيذهب الشغف حينها نراها تتغير باتجاهات سلبية او ايجابية نتيجه ميولنا واهوائنا وتوجهاتنا السياسية او الدينية او اتجاهات اخرى قد تكون نفسية ربما، ولكن يبقى العامل الاكبر والاقرب لذلك التغّيُر هو الحضور المؤكد للتوجهات السياسية في تعاملاتنا اليومية وبالتالي تصدع العلاقات ذات الروابط المتينة نتيجة قوة المسبب والتأثير .

سوف اخرج عن نمط الدبلوماسية السياسية في الكتابة وسأكون حراً اكثر جرأة في تسمية الاشياء علها قد تكون صعقة ذهنية تنشط وتنعش دماغ المريض قبل الدخول في الوقت المستقطع او اللحظات الاخيرة التي يتوقف فيها القلب عن العمل تماماً ، مهنياً كما كنت من قبل محافظاً على الموضوعية والحيادية في النقد الذاتي و النقد الموضوعي للاشياء ليكون التعبير اكثر هدوءا وعقلانية من رصاص الكاتم الذي فجر ادمغة اخوتي وزملائي الكُتاب والنشطاء من قبلي رحمهم الله ..

لقد وصل السخط الشعبي لنقطة اللاعودة تجاه الخلل والفشل والفساد الذي تم تشخيصه منذ اكثر من ١٨ سنه منذ بداية التقوقع والتخندق والتكتل المذهبي والطائفي المقيت الذي دق اسسه الاحتلال ومرتزقته والحق يقال ان اغلب الطبقة السياسيه الحاكمه القابضة على السلطة المصابة ببكتيريا الغرور السياسي الفارغ وحب الذات لم تكن معروفة قبل عام ٢٠٠٣ ولم تكن لديهم قواعد جماهيرية يستندوا عليها عند دخولهم اول انتخابات تشريعية، ويعزى ذلك لعدم امتلاكهم لرؤيا سياسية وبرنامج حكومي واضح او هدف او استراتيج كانوا قد راهنوا عليه سوى بث السموم الفكرية .

لنأخذ اليوم اراء معالي السمو واصحاب الجلالة وحضرات القداسة والنيافة ومنهم جناب الرؤساء الثلاثة، ماهو رأيكم بنهج موخيكا ؟
ولن نقارنه بنهج علي بن ابي طالب ع قطعاً ، موخيكاً قبل تسنمه الرئاسة بتوجهاته الاشتراكية المنتمي لمنظمة توباماروس الثورية اليسارية الذي يعد احد مفاتيح النمو الاقتصادي والدخل القومي لبلاده، ولنوجه السؤال بعدها للسياسيين الفاسدين الذين مازالوا يتأملون بأن يكون لهم نصيب من الكعكة القادمة على الرغم من انتهاء العمر الافتراضي لهم في العطاء واقتراب بعضهم على التقاعد الوظيفي اذا لم نقل التقاعد الالهي وامتلاء كروشهم حد التخمة من الاموال والمناقصات والعقود التي سيعيش عليها احفادهم لماذا لا تنهوا اعتزال عملكم السياسي من الثروة الحيوانية لاجل اعطاء فرصة انسب لانفسكم خوض تجربة فريدة ومختلفة لاثبات النجاح في العمل الاداري والاقتصادي قبل القيادي وبنفس الوقت ستكون لكم فرصة حقيقية لتكفير جزء من ذنوبكم امام الشعب الذي سينسى الماضي وهو بطبيعته مسامح جداً فتكون فرصة تاريخية لكم لغرض الحفاظ على جزء من ثروات الدولة اذا كانت النوايا حقيقية وعلى الاقل نقول بأنكم قد حققتم النجاح بالحفاظ على ارواح الحيوانات اكثر من ارواح البشر.

بالمقابل اقول على الرغم من جميع اوجه النقد التي وجهت للاسلام السياسي لكن من باب الانصاف ان نسأل لو عكسنا الواقع وتسلم العلمانيين والليبراليين الحكم واوصلونا لنفس واقعنا المتردي من الفساد والفشل الن يلعنهم الشعب انذاك وينادي بتغييرهم وخصوصاً ان العراقيين بطبيعتهم الفطرية يحبون الدين وميالين اليه فيكون نجم صعود الاسلام السياسي اوفر حظاً اليوم ، لكن مهمته كانت غير مناسبة اطلاقاً لحجم التحديات الاقليمية والدولية في ظل غياب السيطرة الكلية على مفاصل الدولة لان ادارة مقاليد الحكم بتلك الظروف الغير مستقرة سياسياً وامنياً وانتهاء الدولة بشكل كامل من المشهد ادى الى وصولنا اليوم الى الانتحار السياسي، لو جاء بظروف اعتيادية كانت بها الدولة قوية بمؤسساتها ولو كان التغيير فقط بازالة النظام السياسي كما حدث في مصر على سبيل الحصر لكانت المهمة عليهم اسهل، ولكن للاسف اقول تم اختطاف الدولة بقصد او بدون قصد بشكل مباشر او غير مباشر من قبل افواه جائعة وطفيليات التصقت بالجدار الداخلي لامعاء العملية السياسية من قبل جراثيم وقاذورات السياسة المؤمنة بفن الوصول الميكافيلي ، لكونه لاتوجد نظرية سياسية في كل ايدلوجيات العالم تسعى لتدمير الاديان كما حصل مع سُرّاق الاسلام السياسي فنراهم اليوم فشلوا بالاحتفاظ على تواجدهم داخل نفوس مريديهم ولم يستطيعوا حتى من الوقوف على عتبة ابواب مكتوب عليها تفضل بالخروج .

عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي —————————————————————

خارج النص/ رئيس الاوروغواي موخيكا عمل في الثروة الحيوانية فاصبح رئيس جمهورية والبعض عملوا رؤساء جمهوريات فأصبحوا اقطاعيين يملكون الثروة الحيوانية ….

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار