الدينيةالمحلية

البعد العائلي في حياة الزهراء ( ع )

◼️ *◼️
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
احد ابعاد حياة سيد نساء العالمين فاطمة بنت الخاتم محمد ( ص ) و الذي عاشته بتكامل بجميع جهاته هو البعد العائليّ .
لم يكن البيت مشكلةً لها ، ولم يكن سجناً في إحساسها بهذا البيت ، ولم تكن الأمومة أو الزّوجيّة عبئاً ، لأنّنا ربما نلتقي بنماذج في المجتمع قد يشعرن أمام العنوان الفضفاض للحريّة ، بأنّ البيت أو الزوجيّة أو الأمومة ، ولا سيَّما إذا تحركت لتقسو على المرأة بكثير من الأعباء و المشاكل و الآلام ، عبء ثقيل على أكتافهنّ ، أو يشعرن بالضّغط الرّوحيّ على أرواحهنّ ، فيعشن ، و الأمومة هي سرّ امتداد الإنسانيّة في الحياة .
فإذا كان بعض الناس ينظر إلى البيت على أنّه سجن ، فيمكن أن ينظر إلى الجانب الثاني من الصّورة ، أنّ البيت هو المحضن الذي انطلق منه عندما كان طفلاً ، ليحتضن الآخرين بعد أن صار كبيراً ، لأنّ قضيّة إحساسنا بالأشياء من حولنا ، يختلف باختلاف طبيعة نظرتنا إلى الأشياء .
بعض النّاس ينظرون إلى جانب من الصّورة و يصدرون الحكم عليها . ولكنَّنا إذا نظرنا إلى الصّورة من جميع جوانبها ، فإنَّ السلبيّات قد تلتقي بالإيجابيّات ، و عند ذلك ، لا تكون المسألة سلبيّةً مطلقةً توحي بالسّقوط ، أو تكون إيجابيّة توحي باللاواقعيّة .
لذلك ، قصّة أن تكون المرأة زوجة ، كقصّة أن يكون الرّجل زوجاً ، و قصّة أن تكون المرأة أمّاً ، كقصّة أن يكون الرّجل أباً ، و إذا كانت الأمومة تضغط على المرأة باعتبارها شيئاً يعيش في داخل جسدها ، فإنّ الأبوَّة تضغط على الرّجل عندما يتحمّل مسؤوليّة البيت الزوجيّ ، ليعاني و يهاجر و يتشرّد و يسقط تحت تأثير القضايا .
و إذا كانت القضيّة تختلف في طبيعة الشَّكل ، فإنها تتّفق في طبيعة الجوهر فيما هو الضّغط ، و فيما هي الآلام و المشاكل ، إذا أردنا أن ننظر إلى الصّورة من جانبيها في هذا المجال .
لذلك ، كانت أمّاً تعاني كلّ قسوة الأمومة في متاعبها ، و كانت زوجة تعيش كلّ مسؤولية الزوجة ، و كانت ربة بيت .
و من الطّرائف أنّ عليّاً و فاطمة (ع) تقاضيا إلى رسول الله لتقسيم الأدوار فيما بينهما ، فجعل للزهراء أن تطحن و تعجن و تخبز ، و جعل لعليّ أن يكنس البيت و يستقي و يحتطب…
و هكذا كانت المسألة ، و أحس عليّ (ع) بثقل المسؤوليّة على الزهراء (ع) ، لأنها كانت ضعيفة البدن ، فقال لها : هلّا ذهبنا إلى رسول الله لنطلب منه خادماً ، فقد أثقلك عبء الأولاد و عبء البيت ؟! و جاءا إلى رسول الله ، و كان رسول الله لا يريد أن يميّز ابنته عن بقيّة المسلمين و المسلمات ، و لذلك قال لهما: ( أفلا أعلّمكما ما هو خيرٌ لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما ، فسبِّحا ثلاثاً و ثلاثين ، و احمدا ثلاثاً و ثلاثين ، و كبِّرا أربعاً وثلاثين ) .
و بقي هذا الذّكر يحمل اسم تسبيح الزّهراء (ع) .
و ربما نجد بعض يقولون إنّ هذا دليل على أنّ الدّين أفيون الشّعوب ، باعتبار أنّ الانسان يتخدّر .
و لكنّنا نقول إنَّ الإنسان يقوى ، لأنّه يمثّل الحقيقة التي تعمِّق الإيمان في نفس الإنسان .
و نحن نعرف أنَّ الإنسان كلّما كان قويّ الإيمان أكثر ، كان قويّ الموقف أكثر ، و كان صلباً في مواجهة التحدّيات أكثر .
و قصّة النّضال و الجهاد والكفاح و الشّهداء و الأحرار ، هي قصّة إيمان يحوّل الإنسان إلى طاقة حديديّة تستعصي عن الانحناء و السّقوط .
نسأل الله حفظ الاسلام و اهله
نسأل الله حفظ العراق و شعبه

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
النقل تعلن بدء استعداداتها لتفويج الحجاج إلى الديار المقدسة وزارة الاتصالات : قريباً البريد العراقي يدخل مجال التسوق الالكتروني العالمي باسعار تنافسية مفتن يتصل بالمنتخب الاولمبي ويوعز بتكريمهم الأولمبي بالتأهل إلى دوري الثمانية الممثلة عبير فريد : والدتي كانت تكسب أجر بكاظم الساهــــر تشتري له الغـداء لانه لايملك ثمن "لفة" مجلس ذي قار يوجه تعميم لكافة الدوائر الحكومية بفتح منفذ ViP خاص لذوي الاحتياجات الخاصة مركز البيانات الوطني وجهاز مكافحة الارهاب يطلقان خدمة الكترونية لصالح ذوي شهداء الجهاز اللجنة الفنية العليا المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر كالسو تصدر تقريرها النهائي الشركـة العامـة للسمنـت العراقيـة تُعلـن عـن إستخـدام الوقـود البديـل فـي معمـل سمنـت سنجـار وإنتـاج... بالفيديو: هكذا ردت شمس الكويتية على متابعة سألتها عن سر عدم ظهورها بدون مكياج الحكومة العراقية تعلن عن موعد افتتاح 3 مجسرات مهمة في العاصمة بغداد