المحلية

الرسول محمد ( ص ) ولد يوم 12 ام 17 من ربيع الاول

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
يختلف المسلمون، تبعاً للرّوايات ، في تاريخ ولادة النبيّ محمّد (ص) ، بين 12ربيع الأوّل الّذي يأخذ به مشهور المسلمين السنّة و بعض المسلمين الشّيعة ، و 17 ربيع الأوّل الذي يأخذ به مشهور المسلمين الشّيعة و ربّما غيرهم .
و هذا الاختلاف يعكس التنوّع في الدّائرة الإسلاميّة ، سواء في منهج الاجتهاد ، أو في التّحقيق التّاريخيّ ، أو في المفردات العلميّة التي يراها البعض كافيةً لإثبات موضوعٍ أو فكرةٍ ما لا يراها الآخر كذلك .
و هذا الأمر جزءٌ من حركة الاختلاف البشريّة التي لم يخلُ منها دينٌ أو مذهبٌ أو اتّجاه .
إلا أنَّ ما ينبغي تأكيده ، هو أنَّ ارتباطنا بالرّسول هو ارتباطٌ بالرّسالة ، و علاقتنا به كمسلمين يؤكّدها الإسلام الّذي ولد مع بعثة النّبيّ و حركته التي خاض فيها الصّراع ، و واجه فيها التحدّيات المتنوّعة التي أرادت للإنسان أن يبقى في وحول الشّرك، و جمود الصّنم ، و ضيق الأفق ، و البُعد عن الفطرة، و مجانبة الأخلاق والقيم…
و لذلك نجد أنّ القرآن الكريم عرض للأنبياء في رسالاتهم و تجاربهم التي تمثّل القدوة لنا في مدى التاريخ ، و لم يهتمّ بذكر ولاداتهم ، أو خصوصيّات شخصيّاتهم في ذواتهم البشريّة ، لأنّه لا يريد من الإنسان المؤمن أن يستغرق في خصوصيّة الشّخص بعيداً عن الرّسالة ، بل أن يستغرق في مفردات الرّسالة التي تعكسها الشخصيّة القدوة و النّموذج .
و أمّا اهتمامه بولادة النبيّ موسى و عيسى (ع) ، فلأجل اتّصالهما بحركيّة الرّسالة و بعض مضامينها، و ليس من جهة العناصر الذّاتيّة الشخصيّة في هذا المجال .
*و لذلك لا يهمّنا كثيراً تاريخ الولادة* ، و ربّما لا يهمّنا التّاريخ كلّه في خصوصيّاته الزّمانيّة قياساً بعناصر القدوة و العبرة ، بل يهمّنا القول الّذي ينطلق به لسان الرّسول وحياً أو فكراً يغني الحياة و تجاربها ، و يوجّه مسيرة البشريّة نحو خطوط الضّوء ، و يعنينا الفعل الذي يجسّد فيه الرّسول معنى القيمة الرّساليّة ، و تهمّنا أحداث التّاريخ بما تختزنه من نقاط عبرةٍ توجّه الحاضر و تحتضن المسيرة في خطّ سيرها التّصاعديّ في الحياة و إلى الله عزّ وجلّ .
و في كلّ الأحوال ، فلا ينبغي أن يكون الاختلاف على تاريخ مولد الرّسول اختلافاً على قيم الرّسالة ، لأنّ هذه القيم تمثّل عنوان وحدة المسلمين ، كما كان الرّسول نفسه عنوان وحدتهم ، و لنجتمع اليوم على تعريف العالم بنبيّنا محمّد(ص) ، الذي كان قرآناً ينطق ، و رحمةً للعالمين ، و روحاً تتجسّد ، و قيماً تتحرّك…
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و اهله

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار