مقالات

ماهو الجديد في بيان المرجعية؟

بقلم الأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط :
كما في كل دورة انتخابية ادلت المرجعية الدينية العليا (الامام السيستاني) برأيها في الانتخابات في ربع الساعة الاخير قبل موعد اجراء الانتخابات.
فقبل ١٠ ايام من الموعد المحدد، اصدرت المرجعية الدينية بيانها المنتظر حول الانتخابات. فما هو الجديد في البيان المؤلف من ٢٥٠ كلمة، وما هو المكرر المعروف؟
نبدأ بالسؤال الاول. بالقراءة المتأنية للبيان سوف نلتقط الفقرة التالية: “وحذار أن يمكّنوا أشخاصاً غير أكفاء، أو متورطين بالفساد، أو أطرافاً لا تؤمن بثوابت الشعب العراقي الكريم، أو تعمل خارج إطار الدستور.” تكاد تسمي هذه الفقرة اربعة اطراف بالاسم، لكنها اكتفت بالمواصفات. ويستطيع المواطن العراقي ان يسمي مصاديق هذه الاطراف لخبرته الطويلة بغير الاكفاء، والفاسدين، والذين لا يؤمنون بثوابت الشعب العراقي، واخيرا، وهذا هو النص الجديد جدا: “الذين يعملون خارج اطار الدستور”. هنا تؤكد المرجعية على علوية الدستور ومرجعيته العليا في الانتخابات وتقييم الاشخاص والاطراف، ثم تقصي عن المشهد الاطراف التي تخرج عن اطاره، وهم الذين يحملون السلاح غير المرخص، اي السلاح غير الخاضع لسلطة الدولة، ومنهم الذين لا يلتزمون بوحدة العراق ارضا ودولة وسيادة وشعبا، هذه الوحدة التي يضمنها الدستور بنصه. وهكذا يستطيع الوعي السياسي للناخب ان يقصي عن الاختيار كل من يعمل خارج مرجعية الدستور.
هذا هو الجديد في بيان المرجعية. اما المعاد المكرر، فهو التشجيع على “المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات القادمة”، رغم ادراك المرجعية واعترافها بوجود بعض النواقص، ومنها قانون الانتخابات الذي سبق للمرجعية ان طالبت بان يكون عادلا فجاء هجينا. لكن مع ذلك، فان المرجعية لا ترى طريقا اخر للانتخابات في “الطريق الأسلم للعبور بالبلد الى مستقبل يرجى أن يكون أفضل مما مضى، وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي”، وبالتالي فالمرجعية ليست مع الطرق غير الدستورية وغير الديمقراطية للانتخابات، كالانقلاب العسكري، او ما شابه.
    ولم ينسَ بيان المرجعية ان يعيد التأكيد على الموقف الحيادي التقليدي للمرجعية من “أنها لا تساند أيّ مرشح أو قائمة انتخابية على الاطلاق، وأن الأمر كله متروك لقناعة الناخبين وما تستقر عليه آراؤهم.” مع تحميل “القائمين على الانتخابات” مسؤولية ضمان “اجرائها في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني أو التدخلات الخارجية، وأن يراعوا نزاهتها ويحافظوا على أصوات الناخبين”.

محمد عبد الجبار الشبوط

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار