السياسية

السياسة فن التسقيط والمنافسة ..!؟

بقلم ✍️عمر الناصر / كاتب وباحث في الشان السياسي..

قد يختلف السياسيون فكرياً وعقائدياً مع بعض البعض ولكن تجمعهم السياسة في اخر المطاف فأصدقاء الامس يصبحوا اعداء والعكس فلا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم فيها وخير دليل على ذلك ما أفرزته الانتخابات الماضية من تحالفات غير متوقعة بين المشروع العربي المتمثل بخميس الخنجر وبعض احزاب التحالف الشيعي المتمثل بهادي العامري لم يتوقع ان يوماً ما انهم سيكونوا متحابين متقاربين لان السياسة فن لايتقنهُ سياسيي الصدفة .

الفرق في السياسة الموجودة في الغرب عن تلك الموجودة لدى العرب قد تكون في النقطة فقط لكن الواقع يقول ان الاول قام بدراسة أبجدياتها وفهم محتواها بصورة علمية دقيقة من أجل الفهم الكامل لاهدافها من خلال التنافس المشروع ، والثاني درسها كميدان للمبارزة والتسقيط والنيل من الاخر واستخدام نفوذ المال والسلطة من أجل الاستحواذ على القرار وبسط نفوذه من خلال اؤلائك الحاشية المحيطة به والمساندة له.

أستقلال القضاء والفصل بين السلطات والمساواة وحرية النشر والتعبير عن الرأي والتداول السلمي للسلطة هي من أبرز مقومات بناء دولة المؤسسات التي تسعى لترسيخ مبدأ المواطنة ، وبالتالي هي ركن من اركان الديموقراطية الحقيقية والرصينة التي ترمي لبناء الدولة المدنية ، فبدون قضاء نزيه تتحول الدولة لكيان هزيل يحكمها افراد وجماعات لا اكثر بدورها تقوض نفوذ مفاصل الدولة والحياة الاجتماعية ، فهيكلية الدول تعتمد وتستند على دساتيرها التي وضعت من أجل انجاز مهامها لغرض حماية حقوقها وتنفيذ واجباتها ، ولكن مانراه امامنا اليوم نستطيع وصفه بأن هنالك دكاكين انتخابية تشتري وتبيع وتعقد صفقات وتسويات داخل العملية السياسية .

فلا ضير من أن يكون اول اكبر الأحزاب الحاكمة في الدول المتحضرة هو الخاسر في الانتخابات اذا ما اختلفت رؤيته وأهدافه التي تعهد بتحقيقها لجماهيره ولابأس بأن يتحول من كفة الادارة الى كفة المعارضة من أجل تصحيح مسار الحكومة التي جاءت بدلا منه اذا ماواجهت اي معرقلات او تلكوئات او حتى فساد في احدى تفاصيل الكابينة الحكومية .

وماأستقالة رئيسه حزب السوسيال الديموقراطي الاشتراكي السويدي منى سالين Mona Salin بسبب فضيحة تعبئتها لخزان سيارتها بالبنزين بمبلغ ١٥٠ كرون اي مايعادل ١٥ دولار من بطاقة الحساب البنكي الخاص بالحزب ألا دليل صارخ على ان دولة المؤسسات كانت لها كلمتها الفصل. اذ أعتبر الشعب واعضاء الحزب هذا التصرف بأنه غير مسؤول والتجاوز على للمال العام لايحق لها التصرف به او ولا التجاوز عليه .

لم يستخدم حزب المحافظين هذه الفضيحة للتسقيط السياسي من أجل اكتساح حزب الاشتراكي الديموقراطي وكسب أصوات ناخبين جدد من داخله ، ولم يبادر بنشر صور منى سالين على الواتس أب لكي يقوم بتشويه سمعتها بطريقة مهينة بل انه ليس لديه جيوش اليكترونية تمتهن التسقيط مهنة وحرفة لها ، بل بأمكاننا القول بأنه كان بعي عظم المهمة وكبر المسؤولية فهم على وعي كامل وادراك لكي لا تشتغل عواطف الناس لكسب اكبر عدد ممكن من المؤيدين.

كنت أتوقع بأن الأخوة السياسيين سيكونوا حرفيين بنقل التجربة السويدية وليست تجربة عادل أمام الدنماركيه !!! لكنني اجزم على الرغم من مرور ١٨ سنة على التغيير فأننا لم نصل بعد لمرحلة النضوج السياسي الموجود لدى تلك الدول التي قدم بعض ألسياسيين منها ويحملون جنسيتها .

عمر ناصر / كاتب وباحث في الشان السياسي

خارج النص // هل سيثبتوا سياسيينا في الايام القادمه أنهم منى سالين العراق ام ان الشعب سيكون له كلمة الفصل ؟

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار