السياسيةالمحلية

لماذا لا يمكن تكرار سيناريو أفغانستان في العراق!؟

محمد وذاح؛ –

منذ أن تمكنت حركة طالبان من استيلاءها على السلطة في أفغانستان وسيطرتها على البلاد بشكل كامل مطلع الاسبوع الحالي، بدأ جدل العراقيين وخوفهم من احتمال تكرار هذا السيناريو في البلاد، خصوصاً وأن هناك ظروف موضوعية متشابهة بين (العراق وافغانستان) أبرزها أن البلدين سيطرت عليهما الولايات المتحدة الأمريكية قرابة العقدين من الزمن بقوة السلاح.

مخاوف بعض العراقيين من إمكانية تكرار سيناريو افغانستان، عززته الصورة المطبوعة في أذهان العراقيين يوم أجتاح تنظيم “داعش” البلاد في صيف عام 2014 وسيطر على مساحات واسعة قدرت أكثر من ثلث مساحة العراق، وتمكن من قتل وسبي وتشريد الالاف من المواطنين لا زالت مآسيها شاخصة حتى الآن على الرغم من إنهاء سيطرته قبل أربعة أعوام بعد معارك دامية إستمرت أكثر من ثلاث سنوات خاضتها القوات الأمنية مدعومة بالحشد الشعبي وطيران التحالف الدولي.

التذكير بالفتوى والحشد!

الأحداث الدراماتيكية في أفغانستان، مثلا فرصة للمتحدث باسم تحالف الفتح، النائب أحمد الأسدي، للتذكير بفتوى “الجهاد الكفائي” التي أطلقها المرجع الأعلى السيّد علي السيستاني، وكانت الأساس في تشكيل الحشد الشعبي، ومثلت العامل الأول في إستعادة القوات الأمنية المبادرة بعد انهيارها أمام سيطرة “داعش” على الموصل وصلاح الدين والانبار.

وقال الأسدي في تغريدة على “تويتر”، إنّ “طالبان تبتلع أفغانستان والأميركان يتفرجون على تجربتهم التي بنوها منذ ٢٠ عاماً تتهاوى بيد طالبان أشقاء القاعدة وداعش في الإرهاب والعدوان”، مؤكداً أنه “لولا الفتوى والحشد لكانت داعش تتجول في بغداد ومدن الوسط والجنوب والشمال بالذبح والخراب”.

واستثمر النائب أحمد الأسدي، الحادثة بالدعوة الى الحفاظ على “الحشد الشعبي ومساندته”، ماضيا الى القول: “بالحشد تصان الحرم وتدوم النعم”.

أفغانستان ليست العراق!

وعلى الرغم من المخاوف من تكرار سيناريو أفغانستان في العراق، خاصة وإن القوات الأمريكية حددت انسحابها نهاية العام الحالي 2021 بعد الأتفاق الأخير مع حكومة مصطفى الكاظمي، إلّا أن هذه المخاوف يمكن تبديدها من خلال المعطيات والواقع الحالي في العراق الذي يختلف عن أفغانستان.

فيرى البعض أن الولايات المتحدة وإن صدقت بقرار انسحابها من العراق نهاية (كانون الأول/ ديسمبر المقبل 2021)، فلا يمكن لها أستنساخ وتكرار التجربة الافغانية، لأن العراق يمتلك من قوة رادعة متعددة ومتنوعة على المستوى العقائدي والديني والجغرافي، تتمثل بالمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني والزعيم الشعبي والعقائدي السيد مقتدى الصدر وقوات الحشد الشعبي والجيش العراقي وجهاز مكافحة الارهاب وإضافة الى البيشمركة الكردية، جميعها تفرض توازن القوى ولا تسمح لأي طرف بخوض غمار تكرار سيناريو افغانستان في العراق، إضافة الى الظروف الاقليمية التي قد تمنع ذلك.

ولكن الخوف كل الخوف من أن الانسحاب الأمريكي من العراق قد يدفع الجماعات الشيعية المسلحة في العراق من النزاع المسلح لفرض سيطرتها على البلاد والذي سيكون بمثابة تكرار سيناريو افغانستان عام 1990 حين تقاتلت الجماعات المسلحة في ما بينها حتى كانت خاتمتها سيطرة طالبان على البلاد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار