مقالات

تكييف واقعة الطف في ضوء القانون الجنائي الدولي

✒️ المحامي مصطفى فاضل الخفاجي

ان مسيرة الامام الحسين “ع” من الحجاز الى العراق وشهادته وشهادة الكوكبة التي حفت به في الحركة الى لقاء الله من أهل بيته واصحابة “ع”، سيرة غنية بالمفاهيم وتتصل هذه الأفكار والمفاهيم في الغالب بحياتنا اليومية في حقول السياسة والثقافة والعلاقات الاجتماعية ولذلك فهي تستحق الكثير من الدراسة على الرغم من الدراسات الكثيرة لواقعة الطف فلا يزال هذا الحدث يختزل الكثير من المفاهيم والأفكار والقيم ولذلك نجد أمامنا آفاق ورؤى جديدة منها الجرائم المرتكبة في يوم عاشوراء، ولذلك نستطيع أن نكيف هذه الواقعة التاريخية في ضوء القانون الجنائي الدولي، ومن يتسائل عن تقادم الجريمة لمرور الزمن فتوجد اتفاقية دولية بعدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في ٢٦ نوفمبر ١٩٦٨ ودخلت حيز النفاذ في ١١ نوفمبر ١٩٧٠ طبقا للمادة الثامنه منها.

جرائم ضد الإنسانية
عرفتها المادة ٦/ج من النظام الأساسي لمحكمة نورمبرج بالتالي “القتل العمد، الابادة، الاسترقاق، الأبعاد والأفعال اللانسانية الأخرى المرتكبة ضد مجموعة من السكان المدنيين قبل الحرب وأثنائها او الاضطهاد لأسباب سياسية، عرقية او دينية تنفيذا لأي من الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة او ارتباطها بهذه الجرائم سواء كانت تشكل انتهاكاً للقانون الوطني للدولة التي ارتكبت فيها ام لا تشكل ذلك”.
ولقد توالت الاجتهادات الفقهية في تعريف الجرائم ضد الإنسانية وتطوير مفهومها وتواصلت المؤتمرات الدولية واللجان المتخصصة للسعي بأيجاد تعريف شامل يعد المرجعية الثابته بمفهوم جرائم ضد الإنسانية للعمل كتشريع دولي الى ان تكللت الجهود الدولية بالوصول الى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والتي تم إقرار مشروعها في مؤتمر روما و الذي عقد في ١٥ يونيو الى ١٧ يوليو ١٩٩٨ والذي أوجد لها تعريفها في المادة السابعه منه.

جرائم مرتكبة ضد الإنسانية في واقعة الطف
من الجرائم المرتكبة في واقعة الطف والتي تعتبر من الجرائم ضد الإنسانية جريمة منع وصول الماء الى معسكر الامام الحسين “ع” حيث اشتد بهم العطش وحتى الطفل الرضيع قد منع من شرب الماء، وبعد ذلك أتى الامام الحسين “ع” بالطفل الرضيع نحو القوم ليسقوه الماء فقال لهم يا قوم “قد افنيتم اصحابي وأهل بيتي ولم يبقَ عندي سوى هذا الطفل الصغير وهو يتلظى عطشاً، فإن كنا في زعمكم مذنبين فما ذنب هذا الرضيع وهو طفل لا يعرف الغاية ولم يأتي بجناية فأسقوا شربة من الماء..”، وهكذا تنازع القوم فيما بينهم فمنهم من يقول اسقوه، ومنهم من قال لا اقتلوه وقتله حرملة اللعين بسهم ذبحة من الوريد الى الوريد، فهذا هو القتل العمد بطريقة همجية و وحشية ويدخل ضمن الجرائم ضد الإنسانية التي وقعت على الإمام الحسين” ع” وعلى آله وصحبه.

جرائم حرب مرتكبة في واقعه الطف
قيام جيش الحاكم الغاصب يزيد ابن معاوية لعنة الله عليهم بالتمثيل في الجسد الشريف وبأجساد الأصحاب الأبرار ومال طال النساء والأطفال من قتل، سبي،حرق الخيام، ذبح الكبار والصغار، و وضع السلاسل الثقيلة.

وهذه الأفعال قد كيفها القانون الدولي عن طريق المحكمة الجنائية الدولية على أنها جرائم حرب، نصت الماده ٨ من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية “استعمال عنف ضد الحياة والأشخاص يعتبر جريمة حرب”.

فهذا المقال كتب بصورة مختصرة مختزل الأحداث و القوانين للوصول إلى إدانة يزيد ابن معاوية عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار