السياسية

التحليل السياسي و الكوميديا السوداء …!؟

بقلم عمر الناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي :

هنالك الكثير من انواع المحاذير عن طرح موضوع الاراء وحرية التعبير المكفولة دستورياً لكون لازالت هنالك تعقيدات بخصوص بعض المتبنيات التي تكاد تكون اليوم مرهونه ومقيدة الى حدٍ ما ، وتكون احياناً بعض القوانين التي ينبغي بالقائمين على التشريعات اخذ دورهم الحقيقي في جعلها ذات لو واضح لا يميل الى الامتزاج بين لونين كي لا يقع المختصين والاعلام بين مطرقة التسقيط وسندان القوانين المبهمة لان نواظير الغموض والتربص السياسي قد تكون جاهزة وبالمرصاد في حال تم استخدام تلك المواد ليس بصورتها الحقيقية .

في الاونة الاخيرة بدأنا نلمس الكثير ممن تستضيفهم بعض الفضائيات تحت عنوان ( المحلل السياسي ) ولا اعرف لهذه اللحظة على ماذا تعتمد تلك القنوات ماهو معيار ومقومات ومواصفات اؤلئك المهتمين بعلم التحليل السياسي وماهي الشروط التي ينبغي ان تنطبق على من يصنف ضمن هذا الاطار كي يستحق ان يطلق عليه هذا اللقب ، لكونه يوجد فرق كبير بين الضحك والبكاء ولكن بعض الاحيان يكون الضحك ليس بدواعي انشراح النفس والسعادة الغامرة التي تكتنف طيات النفس البشرية بل هو مايطلق عليه بالمضحك المبكي بسبب احداث ومشاهد مستهجنة ترتقي لمستوى الكوميديا السوداء.

صنفين من المختصين في التحليل السياسي اولهم يرى الحدث ويحلل ويفكك الخوارزميات من موقعه ولكنه قد يخضع لتأثيرات سياسية تجعل من مهمته منقوصة وصعبة غير متكاملة تنتابها المجاملات والميول بكفة على حساب الاخرى احياناً لتنتفي انذاك صفة المهنية لديه ويكتسب صفة التحزب لكونها دخلت في اطار المحاباة والتزلف لجهة سياسية معينة او من اجل تجنب الاستهداف والتقرب اكثر بدواعي الحصول على الحماية او الحصول على جزء من فتات المناصب.

والصنف الثاني الذي يقع خارج نطاق تلك الدائرة من المستقلين الذين توفرت لهم سبل النظر
بعين السمكة بعيداً عن التأثيرات السياسية والضغوط او التهديد ليروا المشهد بشكل اوضح من خلال تقنية عالية الجودة اتش دي HD وخدمتهم بلاشك ظروف وفرصة العيش في دول ديموقراطية متحضرة توفرت لديهم ادوات وتلسكوبات دقيقة غير قابلة للخطأ او المضايقات السياسية ، في دول ليس لها حدود في التعبير عن الرأي وتقبل الاخر حتى ان كانت اراءه ومتبنياته متشابهة وتتطابق او مختلفة وتتضارب مع اصناف اخرى من الناس .

اذ بالإمكان المقارنة وتشبيه وتشخيص اي حدث طارئ والسعي لقراءة تفاصيله ومسبباته والظروف المحيطة به بصورة دقيقة مثل وصفنا للهليكوبتر التي ترى الاشياء بوضوح من السماء اكثر من رؤية الهمر الموجودة على الارض او كمثل الجالس على قمة جبل الذي لايمكن مقارنته بالجالس في اسفله كذلك حال بالمختصين والباحثين في هذا المضمار الذين هم موجودون في داخل الدولة أو خارجها فأن النسبة تتفاوت في تحديد مديات الرؤية والقراءة الواقعية قبل البدء بتشخيص المعطيات واظهار النتائج .

وعليه فإنه ليس كل ما يطرح هو تحدث بالتحليل السياسي يعد شخصاً حِرفياً مُتكاملاً بسبب لعب عامل القلق لدى المختص في هذا المجال والخوف من عدم ملائمة محتوى التحليل لشكل المشهد السياسي مع مذاق الكثير من الاحزاب والتيارات السياسية او من الذين قد لا تتلائم رؤاهم ومذاقهم مع مايُطرح ليتعرض انذاك اؤلئك المختصين الى التهديد او الاختطاف او التصفية الجسدية وهذا ما لمسناه في الكثير من الحوادث الماضية ومنها تصفية الخصوم السياسيين واغتيال الكفاءات العلمية والأكاديمية التي تشخص مواطن الخلل بحرفية دقيقة.

انتهى …
——————————————————————
خارج النص / الولوج في عمق كفاءة وشخصية القائمين على التحليل السياسي هي ابرز نقاط القوة عند الاعتماد على نتائج المجهود المقدم ..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار