الدينية

يوم الغدير و الكفاءة

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
{نبارك لكم حلول عيد الله الاعظم عيد الغدير }
إن الاحداث التي حصلت و الحاصلة و التي ستحصل ، كلها دروس و عبر ، و خصوصا ان كانت تلك الاحداث و المواقف منطلقه من دائرة العصمة دائرة الأسوة الحسنة و هم النبي الخاتم ( ص ) واهل بيته الكرام ….
محل الشاهد :
السؤال الذي يطرح دوما لماذا الامام علي ( ع ) بالذات كان هو المعلن عنه يوم غدير خم ، بأمر الإلهي الصادر و المبلغ الى الامة عن طريق النبي الخاتم محمد ( ص) بأن يكون بعد النبي محمد ( ص ) يتحمل مسؤولية الولاية التكوينية و التشريعية ؟
الجواب : و بعيدا عن سرد الادلة القرآنية و الاحاديث النبوية و المواقف ، سبب كل ذلك لان الامام علي ( ع ) توفرت فيه ( الكفاءة ) ، هذا ملخص كل شيء .
محل الشاهد :
من هنا نقول : من يريد ان يعيش حقيقة يوم الغدير عليه ان يفهم الدرس المراد من ذلك اليوم .
أن من دروس الصادرة كمنهاج للعمل بها، من واقعة الغدير هو ( درس الكفاءة) ، هذا الدرس الذي يجدر بأبناء الاسلام الحقيقي ن يكونوا خير من يعلمه و يعمل به تطبيقا في واقعهم و ليس تنظيراً..
فدرس الكفاءة يؤكد الصورة التي ينبغي أن تحكم كل مواقعنا ، من أصغرها إلى أعلاها وصولا للمناصب العليا في السلطة و الحكم .
الكفاءة من حقها أن تتربع ، من حقها أن تبرز ، ومن حق أصحاب الكفاءة أن يصلوا .
الخط هو تصاعدي و حقيقي ، يجب أن لا ينافسه خطوط مختصرة تأتي من نصف الطريق أو تسقط بالبراشوت و يفسح لها في المجال هذا ليس شريفا .
مهما كان و مهما حصل علينا أن ننسحب أمام الكفاءة .
من يملك الكفاءة و الانجازات و السيرة الطيبة و الاخلاق العالية يجب ألا يحاصر بالفرص الضيقة ، لقد درجنا في حياتنا و في سياسات العصر الحديث ، أن يُغضَّ الطرف عن أخطاء و عن خطايا و أن يمحى التاريخ الفاسد لهذا او ذاك بشخطة قلم .
لقد درجنا ليس فقط على تبييض صفحات سودها الفساد انما شرعت الابواب امامها للوصول ، بينما اصحاب الكفاءة تطفأ الانوار من حولهم ، أصلا لا يلاحظهم أحد فينسحبون و يبتعدون و يهاجرون ، أليس هذا هو واقعنا ؟
فليبدأ كل منا نحن الذين ننادي بالامام علي(ع) و بالغدير أن نجعل من هذا اليوم هو ( يوم للكفاءة ) و تكريسها و إعلاء شأنها.
يوم للتأكد من أن مواقع العمل كلها من أصغرها الى أعلاها لا يشغلها الا الكفوء و ليس القريب او الصديق او المدعوم او الطيع او السهل او التابع ، الامام علي ( ع ) ، جعل من حوله أصحابا و ليس أتباعا .
أصحابا لهم كفاءاتهم و وصلوا الى ما وصلوا اليه بكفاءاتهم وليس بصحبتهم الى الامام علي ( ع ) .
ان الخيط ايها الاحبة رفيع ، بين أن تجذبك الكفاءة و تفكر في مصلحة العمل و مصلحة الناس و مصلحة المرضى و مصلحة الطلاب و مصلحة الغذاء ، فهذه كلها تتطلب كفاءة و ليس صحبة ، و الا نكون غير أمناء على الاقل لنهج الامام علي ( ع ) .
لا أنكر أن الامر في واقعنا بات معقدا ، و ليس سهلاً وسط الضغوطات و اختلاط المعايير و نسبيتها أحيانا كثيرة ، الا اننا يجب أن نكون سباقين الى اشاعة هذه الروح و الى انشاء أنظمة تضبط الخلل فلا يصل الا الشخص المناسب للمكان المناسب و هذه هي دروس الامام علي ( ع ) .
و لنتذكر دائما و في كل الظروف أن عليا لم يهادن لحساب الحق و هو من مثّل الحق كل الحق فقال عنه رسول الله الخاتم ( ع ) علي مع الحق و الحق مع علي يدور معه حيثما دار .
اللهم احفظ العراق و اهله
اللهم احفظ الاسلام و اهله

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار