السياسية

الولادة المتعسرة للانتخابات المبكرة ..!؟

بقلم ✒️عمر الناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي..

تعودنا مع كل انتخابات نيابية ان تمر عملية تشكيل الحكومة بولادة حقيقية ومرحلة مخاض عسيرة لاجل انتاج كابينة وزارية منتخبة استناداً لبدعة التوافق والشراكة السياسية وان تلبي تطلعات الشعب في التغيير ومحاولة انتاج و بلورة وزارة رصينة ترضي طموحات الكتل السياسيه بالدرجة ألاولى وامال الشعب ( المگرود ) المغلوب على امره بالدرجة الثانية ، فها نحن نرى ان مرحلة السيد مصطفى الكاظمي قد انتهت تقريباً والتي كانت من اكثر الحكومات المسلوبة الارادة منذ بدأ العملية السياسية الديموقراطية وحتى اكثر من حكومة عادل عبد المهدي الذي قدم استقالته عنوة على اثر خروج حشود ساحة التحرير وبقية المحافظات .

كنا نعتقد بأن حكومة السيد الكاظمي ستكون بمثابة النداء الاخير الذي يسبق اقلاع طائرة التغيير السياسي المنشود لاختلاف مساره عن سابقيه كما ظن اغلب المراقبين الا اننا قد تفاجئنا باقلاعها رغم علمه بوجود تركه من العيار الثقيل لايعلمها الا الله والراسخون في العلم، لم يكن يعي حجم التحديات على الرغم من تسنمه جهاز المخابرات الذي هو اكثر جهاز حساس في الدولة ، لست بفتاح فال ولا انا بمنجم لكي اعرف كيف يكون طالع الابراج لكي نتجنب الوقوع بالهفوات ، لكننا اليوم اصبحنا مجتمع قد اجتر مرارة الالم مراراً وتكراًرا وتذوق نفس الطعام والتهم نفس الطعم ، فتكونت لديه قناعه تامه وتولدت لديه قيم راسخة بأن جميع محاولات التغيير ستجهض في مهدها اذا ما اردنا المساس بخط التماس الفاصل والخاص بعرابي الفساد .

الباحث الذي لديه نظرة شاملة وثاقبة للشأن السياسي سيعي قطعاً هول المشهد وحجم الكارثة الحقيقية التي بدأت تلوح في الافق في ظل مراقبة وضع بلد استطيع وصفه بالمريض الذي قد مات سريرياً وبقيت اجهزة الاوكسجين تعمل لضمان عدم توقف قلبه عن العمل وبذل الجهد من اجل استمرار دوران الدورة الدموية قائماً لحين اكمال اهله مراسم تقسيم الارث في وقت استنزف ذلك المعلول الكثير من امكانياته من اجل البقاء على قيد الحياة .

نعم … نحن اليوم امام منعطف تاريخي خطير ومسؤولية تضامنية عظيمة يتوجب على الجميع ربط الاحزمة قبل اقلاع الطائرة الى وجهتها الجديدة من اجل سحب البساط من تحت اقدام الوصوليين والفاسدين وتفويت الفرصة على المتربصين المتصيدين في المياه الضحلة الذين بدأؤا يلملموا بقاياهم لاعادة خداع الشارع من جديد ، ولابد لنا اليوم من ايصال منسوب الوعي لدى الجمهور الى اعلى المستويات لضمان عدم تكرار الاخطاء التي تسببت ب١٨ سنة من التدمير والتشظي وهدم للبنى التحتية وتدني لاخلاق الانسان العراقي بصورة عامة .

وعلينا ان نذكر بأن حكومة السيد الكاظمي هي ليست حكومة لتقديم الخدمات كما يظن الكثير منا كالتي تكون في نفس منهاج وبرنامج الحكومة المنتخبة وانما كابينة وزارية مهمتها انجاز ثلاث امور اساسية التهيئه لانتخابات برلمانية مبكرة وتعديل الدستور والنظر في مطالب المتظاهرين ، وينبغي من اليوم العمل من اجل ايجاد اتفاق سياسي على شكل الحكومة القادمة لكي لا يأخذ وقت تشكيلها اطول من فترة بقاءها كما اعتدنا عليه ان نراه بعد انتهاء كل انتخابات …

عمر الناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار