المحلية

خطاب الجمعة في فكر القائد

د. حليم الفتلاوي..
بعض ما جاء في لقاء الصدر القائد مع أئمة الجمع.

الجمعة مؤيدة بتأييد الله، وتأييدها جاء بدماء السيد الشهيد ‏واستمرت بإخلاصكم وجهودكم، وهذا يعني أن كل واحد منكم من اوتاد الهداية للمجتمع، فلا تستصغروا انفسكم وكل واحد منكم يعتبر قناة فضائية؛ لأن منبر الجمعة أكبر منصة إعلامية تصدع بالحق، وهنا عندي بعض النقاط، وهي:

اولاً: لقد أكد السيد الوالد (قده) في صلاة الجمعة على حدثين مهمين متجذرين في واقعنا العراقي يصلح أن نطالب بهما في وقتنا الحاضر وإن كان قد قالهما قديماً (وهذا يدل على أن كلام السيد الوالد يصلح لخطاب حاضرنا ومستقبلنا).

الحادثة الاولى: المطالبة بإرجاع الكهرباء في عموم العراق، وعلينا ان نطالب بإرجاعها كما فعل هو (قده)، وهي مشكلة متجذرة.
الحادثة الثانية: دعوة الموظفين للتوبة لفسادهم واعانتهم الظالمين او ظلم المواطنين، الأغلب كان يتصور (انه لو راح صدام ستكون الدولة وموظفوها بحالة مثالية، لكن لا زالت المظالم وفسادهم مستمراً إلى يومنا هذا، فيجب عليكم مطالبة الموظفين بالتوبة، فإن راعي الاصلاح الحقيقي هو محمد الصدر (قده)، فلا بد عليكم كافة تكرار المطالبة من منبر صلاة الجمعة بهاتين الحادثتين.

قال إن (الدنيا فسدت كلش) فكثير من الموازين والقيم اختلفت فصارت شيئاً فشيئاً سيئة بسبب سوء التصرف حتى في الأفعال العبادية، فمن هنا يجب ان لا تكون صلاة الجمعة خالية من محتواها العبادي والقربوي لله فيكون حضورها صوري لأجل مآرب دنيوية وليس فيها تفاعل بين الإمام والمأموم، فلا بد من صلاة الجمعة ان تكون مليئة بالفوائد، فعليكم (أئمة الجمعة) الاندماج بالمجتمع والتقرب الى الناس والتعرف على مشاكلهم عن قرب، فصلاة الجمعة هي طاعة لله فلا بد ان تبقى كذلك ولا يمكن تحويلها لأمر دنيوي او فيه معصية لله كالشتم والتعدي على الاخرين والتسقيط، فإن هذا يحولها من طاعة إلى معصية، وكذلك النبوءات حرام فإنها تؤدي إلى تنفير الناس من صلاة الجمعة، وكذلك نقل أحداث وأحاديث مدّعاة عن السيد الوالد أو عائلته وهي لا اساس لها أصلاً، فلا بد ان تكون مثل هذه النقولات موثقة وذات سند يُعتمد عليه، فإمام الجمعة لا يجب ان يكون لمنبر الجمعة فقط، فهو للناس والمجتمع، صالحهم وطالحهم، وكذلك للفاسدين والظالمين، فعليه ان يوجه خطابه اليهم كلٌ بحسبه.

ثانياً: نحن مقبلون على خطرين بالغين بالمعنى الحقيقي في الدين والمذهب والعقيدة تمس الاسلام والعراق بالصميم، وهما:
١- “التـ طبـ..يع مع الكـ..يان الصـ.هيوني” ليكون بعلمكم ان غير الصدريين لا يقف احد منهم أمام التطبيع.. أكو إلحاح بأن يكون العراق من المطبعين فإنهم محضرين حتى السفير الاسرائيلي للعراق، ولا يأتي السفير إلا اذا تفاقم التشكيك والتفريق فيما بينكم، فلا بد أن نرخص انفسنا واموالنا من اجل ذلك، لذلك لنعمل على تثقيف انفسنا للوقوف ضد ذلك، والكل معني بهذا السياسي ورجال الدين والمجاهد وغيرهم فلا بد من الوقوف ضد التطبيع وقفة الرجل الواحد وبكل شجاعة وانتم ملزمون بذلك، وكل من يقصر سأعاقبه فهذا قرار.

٢- ظاهرة الفساد، لا اقصد الفساد السياسي والحكومي بل أعم من ذلك فيشمل كل انواع الفساد حتى الفساد الموجود بين ابناء الشعب، فلا بد للاشارة ان العمل كان ضد الفساد هو بإرهاب النفس فإن هذا لا يجدي نفعاً، فلا بد من اتباع الاسلوب الهادئ والحكيم لمعالجة الفساد المجتمعي، لا اسلوب العنف والترهيب، فيجب مواجهة الفساد بجدية وبطريقة الحوار الحسن، فإن بيننا فاسدين وأقولها والقلب يعتصرني، فلا يصلح الفاسد للاصلاح فان فاقد الشيء لا يعطيه، فإن اسـ.رائـ.يل تعلم ان مركز العالم هو العراق ومركز العراق هو النجف ومركز النجف ما اريد أحچي بعد، فإن بادر الفاسدون للتطبيع فإني سأكون جندياً وليس قائداً، وإذا مقتدى قتل فإن التطبيع سيكون أسهل، فنحن نطلب الآخرة فقط، وهذه هي مدرسة محمد الصدر.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار