تقارير وتحقيقات

هل تعجل الاعتداءات الأمريكية على الحشد خروجهم من العراق!؟

محمد الفاهم:

شارك صباح اليوم الثلاثاء، المئات من المواطنين في منطقة الجادرية وسط العاصمة، بمراسيم تشييع شهداء الحشد الشعبي، الذين سقطوا جرّاء القصف الأمريكي الأخير الذي طال مقارهم في منطقة القائم، غربي الأنبار، على الحدود العراقية- السورية، فجر أمس الإثنين.

ورفع المشيعون صوراً للشهداء والأعلام العراقية، فضلاً عن لافتات تندّد بالجريمة الأمريكية التي طالت أبناء الحشد الشعبي، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم هبّوا للدفاع عن العراق يوم اجتاح البلاد في عام 2014 أعتى تنظيم إرهابي تقف وراءه دول كبرى.

مراسيم التشييع شاركت فيها حشود غفيرة بحضور رئيس هيئة الحشد فالح الفياض ورئيس أركان الحشد الشعبي، الحاج أبو فدك المحمداوي، ورئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، إضافة إلى مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وسط شعارات تطالب بخروج القوات الأمريكية، وبالتمسك بالحشد كقوة وطنية عراقية وجزء من القوات الأمنية والعسكرية العراقية.

محاولة لفتح ثغرة لداعش!

وعن دوافع وتوقيت الاستهداف الغاشم الذي طال أبناء الحشد الشعبي، عدَّ المتحدث باسم كتائب سيّد الشهداء، كاظم الفرطوسي، أن “الضربة الأمريكية على مواقع الحشد الشعبي في مدينة القائم بمحافظة الأنبار، محاولة من الولايات المتحدة “لفتح ثغرة من أجل إدخال داعش مرة أخرى لاستهداف كوردستان والمناطق الغربية”.

وأضاف الفرطوسي، في إطار مراسيم تشييع شهداء الحشد الشعبي، أن “الشهداء سقطوا بسبب التواجد الأمريكي في العراق، فالعدو الأمريكي ارتكب مجزرة بحق هؤلاء الشهداء وبالتالي هذا التأبين هو عرس المظلومين والشهداء، وغداً سيكون رد الشهداء إن شاء الله”.

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم تحالف الفتح- الرافض الأبرز للوجود الأجنبي العسكري في العراق- النائب أحمد الأسدي، أن “هجوم الطائرات الأمريكية الغادر ضد مجاهدي الحشد لواء 14 في القائم، دليل على يأسهم من عزل الحشد عن الدولة والجماهير بعد الاستعراض المهيب الذي أقامه وأثبت من خلاله أنه القوة الرسمية التي تدافع عن العراق وشعبه بوجه الأعداء”.

وحذّر الأسدي من أن “الدماء التي سالت ستتحول إلى غضب عراقي بوجه كل مُعتدٍ أثيم”.

وتمكّن تحالف الفتح من تحشيد القوى السياسية في البرلمان العراقي في (5 كانون الثاني 2020)، لانتزاع أهم قرار نيابي تضمّن إخراج القوات الأجنبية من البلاد، بعد يومين من الغارة الأمريكية التي أدت لاستشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبي مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني.

تعجيل الخروج الأمريكي من العراق

ويرى الكثير من المراقبين أن مشكلة القادة الأمريكيين، تتمثّل بأنهم لا يقرأون التاريخ، ولا يتعلّمون من دروس هزائمهم التي تجرّعوها طوال تدخّلاتهم العسكرية في دول العالم، لأن أكثر قراراتهم تأتي بخلاف ما يتوقعون ويخططون!

وبحسب المراقبين، فإن العدوان الأمريكي المتكرر على الحشد الشعبي، ومنه الأخير على قوة عسكرية تكفّلت بمهام حماية الحدود العراقية مع سوريا، سيُعطي نتائج عكسية حتماً، لأنّه سيحرج حكومة مصطفى الكاظمي، والتي بدأت تتحرك فعلياً نحو واشنطن من أجل سحب قواتها بشكل سريع من العراق.

كما أن الاعتداءات الأمريكية على قوة تعمل ضمن منظومة الدفاع العراقية، سيُوحّد غالبية أبناء الشعب العراقي خلف الحشد الشعبي، واستراتيجيته التي تتمحور حول تطبيق قرار البرلمان العِراقي الذي صدر في شهر كانون الثّاني عام 2020، بطرد جميع القوّات والقواعد الأمريكية من العراق وبالقُوّة إذا لَزِمَ الأمر.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار