الدينية

مرتكز قوله: إن في ذكري منفعة

حليم الفتلاوي
المعروف والمشهور أن أي كلام عندما يطلقه صاحبه لابد ان يرتكز على مباني علمية وكل بحسبه، فأن مبنى شهيدنا السعيد السيد محمد الصدر (قدس سره)، في أطلاق كلمته المشهورة (أن في ذكري منفعه)، مرتكز قرآني ذات مردود أخلاقي وأنساني عام.
#بيان_ذلك: فقد ذكر في بداية درسه الفقهي (قدّس سرّه) يوم الأحد 14 ربيع الاول 1418
#قال (قدس سره) :
كأنه بمناسبة البدء فكّرت أن لا أبدأ بالمادة الفقهية .. مع الحيرة بأي شيءأبدأ ؟ لأن المطالب كثيرة وكل شيء يصلح أن يكون موعظة .
وددت أن أفتتح بالقرآن الكريم وهذه يمكن أن تكون قاعدة يسعَف بها المؤمن حينما يتحيّر .. يستنطق الله أو قل يستنطق كلام الله .. فظهرت سورة ( ص ) .. في الحقيقة أقدم في ذلك مقدمة :
إنني قلت في يوم من الأيام أن أحد المؤمنين قال لي قبل عدة سنوات مامعناه : إذا اجتمع المؤمنان يكفي أن يرى أحدهما الآخر حتى يقتبس من فضله ونوره فيتكامل بمجرد الرؤية ولاحاجة الى الكلام … جزاك الله خير جزاء المحسنين هذا أصله واضح ..
لكن يوجد قدم آخر أيضاً وهو أن مجرّد تذكّر المؤمن كاف لهذه النتيجة ولاحاجة حتى الى الرؤية ! وتذكّر المؤمن على مستويات .. أتذكر بعض الاصدقاء لابأس .. لكني إذا تذكرت الاولياء والمعصومين والانبياء تكون النتيجة أحسن بكل تأكيد .
فمن هذه الناحية أقرأ لكم هذه الآية من القرآن تذكّرنا بالانبياء لأجل أن تربينا وتعطي صفتهم لأجل أن نقتدي بهم .. هو صحيح أنه لنا في رسول الله أسوة حسنة … كأنه ليس لنا بغيره أسوة حسنة ؟!! بل لنا في كل المؤمنين على مختلف مستوياتهم أسوة حسنة .. گول لا .. سبحان الله ! لنا بالأئمة المعصومين أسوة حسنة ولنا بالانبياء السابقين أسوة حسنة … قابل همه مو خوش أوادم ؟!! فإذا كان لنا بالصالحين والخيرين أسوة حسنة فبالاولى يكون لنا بالانبياء السابقين اسوة حسنة ..فنذكر صفاتهم وأفعالهم لأنها تنفعنا .. هم أطاعوا الله وذهبوا جزاهم الله خيراً … ذكرهم ينفع .. وذكر افعالهم ينفع ..وذكر صفاتهم ينفع .. والقران نزل للهداية والنفع من هذه الناحية ..
بسم الله الرحمن الرحيم :
واذكر اسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الاخيار … (أنتهى كلام اعلى الله مقامه).
فأقول:
فمن ذلك حثنا (قدس سره) على ذكره واستذكار مواقفه، وانه العارف بمقام ذاته ونفسه لان الانسان على نفسه بصيره، سواء في التسافل او في تكامله المعنوي والروحي في مقاماته الالهية. ولعلمي بتواضع سيدنا الصدر الشهيد لو بقى وذاته فأنه لا يطلق مثل هكذا الكلمة (ان في ذكري منفعه)، لانه مقام من مقامات يستكشف ان في ورائها سر من الاسرار التي لا يمكن كشفها على رؤوس الاشهاد، لكن يمكن للعارف الاشارة اليها بتضمينها ببعض الكلمات، كما هو مسلكهم وهو مسلك قرآني كما في ورد في حديث للامام الصادق (عليه السلام) ‏يصف القرآن بأربع كلمات هي : ( العبارة والإشارة واللطائف والحقائق ) ‏‏”فالعبارة للعوام والإشارة للخواص واللطائف للأولياء والحقائق للأنبياء”، فأستخدم هذه الطريقة قد تكون بنحو من الامر الالهي في امر (فاصدع بما تؤمر).

حليم الفتلاوي
كتب في يوم ذكراه اطال الله بقائها.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار