الدينية

الخطاب الديني بين التكفير والاعتدال

رائد الكاظمي..
اشد ما طرأ على الأمة الاسلامية منذ ولادتها ولهذه اللحظة هو الخطاب الديني الذي يسعى وراء تغيير بوصلة الاعتدال باتجاه الحقد والكراهية وسفك الدماء بين ابناء الدين الواحد واشتداد هذا الصراع في وقت الحكومات الاموية والعباسية وما تلاها ..
هذا الخطاب لم ينبثق من لباب الدين ولا من قبل مفاهيمه ومنظومته الفكرية بل جاء من خارج الدائرة عن طريق اصحاب الفكر الدخيل للاطاحة بالقواعد والاسس العامة الاسلامية التي حولت قانون الغاب الذي كان سائدا الى قانون الحقوق والحرية والسلام ..
ومن هنا جاء الاستهداف للاسلام عن طريق خلق خطاب مقيت يتخذ من المذهبية والفئوية منطلقا لتحقيق مآربه ونواياه وذلك عن طريق تهيئة شخصيات تتسمى باسم الدين والمذهب لتحريك مشاعر الناس وجعل كل فئة تنظر الى نفسها انها صاحبة الحق او هي الفرقة الناجية ولو تتبعت التاريخ لوجدت الشواهد كثيرة امثال هؤلاء وعلى راسهم ابن تيمية الذي يعتبر احد اقطاب الخطاب التكفيري..
وخصوصا في وقتنا الحالي وما يقوم به بعض الشاذين والمنحرفين الذي اتخذوا من لندن مقرا ومستقرا وداعما لهم ومن ابرز هولاء المدعوا ياسر الحبيب صاحب الفكر المقيت ويعتبر نافذة اعلامية تبث السموم باسم المذهب ليحقق مبتغاه وشهرته وتجارته على حساب الدماء التي تسقط من كل الطرفين بسبب خطابه التكفيري ..
ويقابله بالجانب الاخر كثير من اصحاب الفضائيات المدعومة من قبل اعداء الاسلام لخلق الفتنة البينية واشعال الحرب الطائفية ..
الاسلام ليس كما يصوره اؤلئك الشاذون بل هو دين الله الذي اخرج الناس من الظلمات الى النور
فعلى المؤسسة الدينية ورجالها الكرام من جميع المذاهب الاسلامية الوقوف بوجه هؤلاء وتحذير الناس من شرورهم وتوعية المسلمين وتثقيفهم نحو خطاب الاعتدال والتعايش السلمي
وهذا ما شاهدناه في حقبة التسعينات حينما تصدى صدرنا الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر حيثُ استطاع ان يجمع الجموع حوله من كل المذاهب الاسلامية والصلاة خلفه وتحقيق الوحدة الاسلامية خلف مرجعيته المباركة وذلك عن طريق اخلاصه وخطابه الوحدوي المتجرد عن الفئوية والعنصرية حتى اصبحت جمعته في الكوفة المقدسة مركزا لكلا المذهبين سنة وشيعة بل لكل الطوائف في عراقنا الحبيب
فالسلام على الصدر الشهيد يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار