مقالات

وجه اميركا بعد زوال البوتوكس

….

✒️ بقلم عمر ناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي

يستقتل الكثير منا لتحقيق احلامة من خلال عملية انتقال نوعية وبقرار مصيري يحدد الخارطة المستقبلية لتحركاته لغرض ايجاد تصميم جديد لشكل حياته القادمة ولمحاولة تغيير الواقع الذي لديه الى وضع افضل مما هو عليه ، وقد يضحي الكثير منا بما يملك لغرض الوصول الى هدف الاستقرار النفسي والاقتصادي كخطوة تمهيدية لتحقيق تطلعات الرفاهية التي فقدوا ابجديات مقوماتها ظناً منهم بأن ارض الأحلام او العيش في المدينة الفاضلة تستحق التضحية ببعض المكتسبات وقد يكون احياناً الوصول لهذه الاهداف على حساب البعض من المبادئ والقيم الاصيلة الراسخة التي قد يكون مجبراً على التخلي عنها مجبراً اخاك لا بطل اذا اراد السعي لحقيق ذلك الحلم.

التوزيع البشري على الارض دفع بالكثير من البشر لاعادة التفكير ملياً لبرمجة انفسهم من اجل التعايش مع التحديات والتقلبات التي تعصف بالاستقرار النسبي الذي يتعرض له الفرد بين الحين والاخر فيلجئ الى الهجرة ليصطدم بعدها بخدعة الكيل بمكيالين في موضوع حقوق الانسان التي هي من اساسيات الدول المتقدمة خصوصاً بعد ان يتمكن من الولوج تدريجياً الى واقعهم لمعرفة ادق تفاصيل وجزئيات طبيعة مجتمعات بعض تلك الدول الراعية للحقوق والحريات ليطلع حينئذ على الحقائق المغيبة ودور البروبوغاندا في الحد من انتشارها او التقليل من اهميتها خدمة لاغراض سياسية.

لذا فأن هنالك ازدواجية واضحة ومقارنة واختلاف كبيرين بين التقدم العلمي والتكنولوجي الفائق والمتطور لدى الولايات المتحدة وبين وجود تأخر وانقسام مجتمعي واضح المعالم في ظل زيادة اتساع الشرخ العنصري الذي لم تستطيع جميع الحكومات المتعاقبة معالجته والتي لم تسعى بتاتاً لبناء جسراً انسانياً يزيل الفوارق الطبقية بينهم او حتى لترميم واعادة بناء نواة المجتمع المدني هناك بنفس الصوت والدعوات التي ينادون بها في الشرق الاوسط بالرغم حتى من اهتمام الحكومة ومنظمات المجتمع المدني هناك بأهمية المساهمات الخارجية لدعم المشاريع الانسانية المتعلقة بنشر الديموقراطية وحل الازمات من خلال دعم المنظمات الدولية المانحة لزرع الديموقراطية وفق مبدأ حقوق الانسان في مناطق النزاع ابتداءاً من الحرب الاهلية في راوندا وانتهاءاً بأحتلال العراق عام ٢٠٠٣، كل ذلك هو من اموال دافعي الضرائب الاميركيين الا اننا مازلنا نرى هنالك هوة كبيرة وفجوة حقيقيه لم يسطيع الساسهً معالجتها.

في مثل هذا اليوم قبل سنة سقط القناع عن القناع وبانت عورة الديموقراطية التي طالما روج اليها العم سام والتي بينت لنا حقيقة البوتوكس الذي نفخ وجه الادارة المتغطرسة المليئ بتجاعيد العنصرية واستغلال الشعوب المستضعفة فالديموقراطية لديهم لابد ان تتوقف وتصطدم بحدود فرض القانون ولكن تداعياتها لن تتوقف نفسياً لدى اصحاب البشرة السمراء لتزيد التشقق والتصدع بين ( مكونات ) المجتمع الاميركي ، نعم … سنقول هذه المرة مكونات الشعب الامريكي هذا المفهوم الذي رشوا بذوره لديناً وبدأوا بالترويج له بصورة ناعمة ومبطنة .

الكره لن يتوقف عند حدود حرق المحال التجارية وسرقتها فحسب كالتي طالت المؤسسات والمباني العامة والدوائر الحكومية في العراق بل على العكس من ذلك فأن حقيقة تماسك المجتمع هناك ما هو الا خدعة بصرية تستقطب وتجذب انظار العالم وبالتالي سيظهر لامحالة وجة التعامل الحقيقي والديموقراطية المزدوجة بعد مرور فترة من زوال البوتوكس .

عمر ناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي
ملاحظة ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب ولا تعتبر من سياسة الوكالة.. قراءة ممتعة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار